صحيفة السوسنة الأردنية

ذلك الرجل واسع الغنى , وليس هذا الغنى راجع إلى أنه يملك هذا العالم بسماواته وأرضه ، بسهوله وجباله ، بتلاله ووديانه , وما حوى من معادن نفيسة وعناصر غالية ... ولا ... لأنه يملك عددا ً لا يحصى من الإنس والجن والملائكة ... لا .. فالغنى لله وحده ..... إننا قد نعتبر الرجل غنيا ًلأنه يملك الأموال الوفيرة والكنوز الدفينة ... أو لأنه يحكم الألوف المؤلفة من الناس ... فتهابه الناس لماله ... ويتظاهرون بحبه ...وهم في الحقيقة يكرهونه كرها ً عظيما ً لا يعلمه إلا الجبار...... فإذا فقد كل هذا لم يصبح على شيء من الغنى ...ستنهار دعائمه ... وتتهدم سقوفه ... وتتطاير أمواله ... تفكروا معي ... كيف سيصبح حال هذا الرجل المتكبر الجبار الذي أمسى قاسي القلب مختالا ؟؟؟ وقتئذ لن يجد محبا ًله .. يساعده ويقف إلى جانبه ..يســـانـــده .. فلو أعطى من ماله هذا .. وأنفق على هذه ... وساعد تلك ... لكان لديه أشخاص يحبونه ... وأ ُناس يعزونه ... ونساء يرتجون المولى ليخفف المصاب عنه ...... فالتسرع يا أخي لمساعدة الآخرين ...ونصرة المظلومين ...وإعانة المستضعفين ...وإفراج هم المكروبين ... لترقى بالآلاف المحبين ...المعينين ... فسبحانه عزوجل يستطيع أن يفني ذلك أجمع ولا ينقص غناه المطلق ويبقى قائماً بنفسه .. مستغنياً عن خلقه .. مستكملاً نعوت قداسته .. مستعلياً بأنوار جلاله ... فالمخلوقات جليلها ودقيقها تقوم بالله عزوجل أما الله فقائم بنفسه ..مستغن بذاته عما سواه