الأردن وعواصف التغيير .. ضجيج غجري في ضعن ترحال!!! ( 2 )

mainThumb

16-09-2008 12:00 AM

الليبراليون مقولة خاطئة ؟!!! ظاهرة غجرية ومتغجرون جدد ؟!!! درج تداول تعبير " الليبراليون الجدد " في اللغة السياسية في دوائر ومنتديات الدولة وعبر الصحافة وصالونات السياسة بصعود نخبة جديدة وسيطرتها على صنع القرار السياسي والاقتصادي في الأردن وعلى استحواذهم على اقتصاد الدولة ومرافقها العامة وما رافق ذلك من جدل واسع حول من هم وكيف وصلوا إلى هذه المرتبة وهذه المزايا التي افتقر لها من سبقهم في ادارة مرافق الدولة ؛ يبدو أنهم ظاهرة مفتعلة لا علاقة لدعوتهم بالأصول الفكرية الليبرالية المتحررة الغربية ولا ينتمون أفرادها إلى الطبقة الاقتصادية التقدمية التي أنتجت الفكر الليبرالي الأوروبي ، هم أبناء الشرائح الهامشية التي سكنت المدن بعد أن هبطت بالمظلات وانفصلت عن جذورها الحرفية وشركات السمسرة وغيرها.

وتفتقر هذه الجماعات إلى ثقافات تطويرية بنائية وما هم بالحقيقة إلا جملة شعارات وعناوين مقتبسة عن تعابير ومفردات مقلدة ومروجه للمشروع "الأوروأمريكي "ويروج لهذا الفكر كتبة علمانيون في مقالات مسطحة تتبنى نشر ثقافة الاستسلام .

إن منهم ليس من هو اينشتاين ولا هو عبد القادر خان بل هم جماعات في بنى غير منتجة اتخذت الاحتيال والتزلف والتملق والتسول السياسي مهنة لها لا انتماء لها بل هم جماعات منبوذة شعبيا اتخذت مواقف حاقدة ثأرية ضد المجتمع خلخلت وخربت البنى الاقتصادية في المناطق المتواجدة فيها لحساب الغير مقابل سمسرة ومنافع ذاتية رخيصة .ً

وتمثلت في الأردن عبر الحكومات السابقة في " الفريق الاقتصادي " وفي النواب الجدد في البرلمان الحالي صعدوا عن طريق المال السياسي وهناك من صورهم أنهم منظومة فكرية متماسكة من المبادئ والقيم المتسمة بالتيارات الفكرية والسياسية الناضجة ،ولكنهم في الحقيقة لا يملكون هذه الصفات كما أن ا لتصفح لسيرتهم الذاتية لا تجد أصلا ً يمكن الوقوف عليه من التاريخ المهني أو الوظيفي ولا تجد أنهم خاضوا أية تجربة سياسية سبقت وصولهم إلى الوزارة أو البرلمان ، وليس في قاموسهم تعميق نهج الديمقراطية أو بث الحاكمية الصالحة أو احترام الشفافية بل إن عملهم المفضل هو العمل في الغرف المغلقة والعمل في الكواليس ولهم شهوة لانتزاع السلطة وإحراز القوة والسيطرة على المال العام . إنهم دعاة الحداثة الغربية، فكل مجتمعات الناس تعشق الحداثة المتزنة الراقية تراها قد نجحت في الغرب في شقها المادي ، ولكن هذه الجماعات تدعو إلى حداثة صورية سهلة الهضم تبعا لنوعية المنتج الذي يتم هضمه تجنح إلى نسق التقليد الأعمى وليس إلى حداثة على أسس ممنهجة وثابتة وللأسف إن هذه المشاريع تثير جدلا ً وإشكالا ً سيكون مؤلما ً وداعيا ً إلى الفرقة والتمييز والطبقية .

هم يمثلون ظاهرة غجرية وغجريون جدد ؛ إذ أن الغجر مع الاحترام لهم كجماعات لها حياتها الخاصة إلا أن الغجري يرفض التعايش مع الغير ويرفض أن يستقر في أرض معينة فالغجر دائمي الترحال لا وطن لهم ولا يعنيهم حال من يعيش معهم ؛ وإن حصل التجنيس القسري لهم في بعض الدول ومع ذلك فقد استبدل جماعات منهم الترحال عبر الحدود إلى التنقل داخل أقاليم الدولة، تسمع عبر ضعن الترحال ضجيج غجري إذ تتشابك أصوات الرجال والنساء مع أصوات الحيوانات السائرة في الضعن من مواشي وأغنام وكلاب وغير ذلك وقد تترافق بأصوات الطبل والمزمار تجعل من يشاهد ضعنهم على أنه يشكل الصورة الفوضوية الغجرية غير المتحضرة والتي لا تستقر على حال ....... غير أن للغجري دورا ً هاما ً في منظومة تتمثل في الغجري الحرفي " تكنوقراط" تتنوع مصالحهم بين صناعة الأسنان ومعالجتها والبيع وصناعة الأمشاط والطبول والغرابيل ومنهم الحدادين، كذلك منهم الغجري صاحب الفن والطرب ؛ عمل منهم موسيقيون وراقصين ومدربي دببة و سعادين ، وتشكل الراقصات الغجريات أهم موارد الغجري على الإطلاق منهم يعملون مسارح مصغرة تجذب إليها الرجال الذين يتمتعون بهذا النوع من الفن الراقص وإشباع غرائزهم الجنسية ولكن هذه المسارح لا ترقى إلى المهرجانات الفنية والنوادي الليلية التي يدعو إليها جماعات البذخ والترف من زمر ما يسمى بالليبراليين الجدد الذين يتصفون بالصفات الغجرية المطورة لقفزهم عن الثوابت والمرتكزات التي كان قد ألفها وآمن بها كل من النخب السياسية وجميع طبقات المجتمع ، وتحصنوا داخل المنظمة الاقتصادية بعد شراكتهم وتحالفهم مع صنع القرار السياسي وأوجدوا جدلا ً واسعا ً خصوصا ً داخل الصف الأول والنخب السياسية النافذة فأصبح معها المواطن العادي يعيش في شك وعدم الثقة ؛ واهتز الحس الوطني لدى الكثير من شرائح المجتمع لغموض المشهد وضبابية الصفقات والاستثمارات فأصبح من صفاتهم الصعود الصاروخي لهذه المزايا الاقتصادية على حساب الزحف السلحفائي للإصلاح السياسي والاجتماعي و لاغية للدور الاجتماعي للدولة.

إن قفزهم عن الثوابت والمرتكزات وإقصاء عامة الناس هي صفات غجرية لا تهم المكان بقدر ما تهم الزمان ، فالوقت محسوب لدى الغجري الذي يدور في فكره دوما ً الرحيل إلى مسرح آخر بعيدا ً عن المجتمع الذي دخلوا فيه !!!!!، وهم ما يطلق عليهم بحق " المتغجرون أو الغجريون الجدد!!!!!..........." .

في الغرب يتقدم أصحاب النظريات المعرفية الحداثية للنهوض بمستوى عصري ولا في منظومة الحياة العصرية للرقي بها إلى أعلى درجة ممكنة من أجل رفاهية المجتمع وتطور بناءه العصري التقدمي وما وصل إليه العالم الغربي وبقية أقطار العالم من رفاهية وحداثة خدمت مجتمعاته وقدمت لهم وسائل الخدمة والراحة في سياق العصرنة والرقي الحضاري ولو أنه تمثل في التقدم المادي على حساب المنظومات الأخرى الدينية والخلقية الأخرى ، وكم حصل أن هذا المبدع المثار الذي ساهم بالرقي العالمي الحضاري كثيرا ًما نرى ونسمع أنه عندما يقترف خطأ ً أو تجاوزا ً يضر بالصالح العام نجده يحاكم ويوبخ وقد يسجن .

أما الليبرالي العربي والأردني بالأخص فهو جملة معترضة لا تدخل في سياق أي نص أدبي أو فكري وهو محمي بحماية الدستور واللوائح القانونية وقانون التخاصيه وتحرير السوق والاستثمارات وغير ذلك من أقنعه يتمترس خلفها سماسرة ومتلاعبون بالمال العام .

الليبرالي ... محافظ فرخ داجن !!!

مدعو الليبرالية هم امتداد لما يسمى الحرس القديم أو المحافظون ولكن هناك فارق كبير إذ أن المحافظين هم من حفظوا ود مؤسسة الحكم وأصبحوا من مكوناتها ولم يسجل عليهم أنهم ادعوا أشياء لا يملكونها ولم يحاولوا القفز على الثوابت والمرتكزات الوطنية "على الرغم من نهب وسلب منهم"؛ كما تفعل هذه الجماعات والتي قد تم تسميتهم خطا بجماعات الليبراليين، و تعد امتدادا للمحافظين التقليديين إذ أنهم محافظين جدد وليس ليبراليين يعتبرهم الشعب أعداءً لهم لمحاولتهم مصادرة الحقوق المكتسبة والمتمثلة بالرعاية الاجتماعية بل وبدلا ً من ذلك يسعون لتوظيف موازنات الحكومة وموارد الدولة بموازنات خاصة ومشاريع تقوم على المنفعة الذاتية لزمر ومحاسيب تحمل نفس الصفات . فالليبرالي هو تغيير نمطي في السلوك النخبوي فحسب قول "سمير الحباشنة وزير أردني سابق " بأن هذه الجماعات تريد من الأردن أن تصبح شركة وليست دولة يتبعون أسلوب الإقصاء والتهميش وهم أصحاب فكر تغريبي ؛ اقتصادي تغريبي مستنسخ ليصنع القرار الاقتصادي في الأردن منذ سنوات ، و أضاف أتمنى أن تعود الأمور إلى نصابها وأن يتم اعتبار الأردن كدولة صاحبة مشروع كبير لمواطنيها وتجاه القضية الفلسطينية وقضايا العرب .

نعم إنهم محافظون جدد عاشوا على نهب عطايا الدولة مع التأثير في جعل مسار الدولة يتغير عكس المحافظين أو الحرس القديم والذين ينقسمون بدورهم إلى فئتين حسب رأيي: الفئة الأولى : تقليدي تقشفي ممثلة في مدرسة وصفي التل وهزاع المجالي وعبد الحميد شرف وأحمد عبيدات، من أبرز برامجهم المسائلة والضرب بيد من حديد على المحسوبية والفساد بكل صوره والحد من الإنفاق العام ، وقد حازت على احترام جميع طبقات الشعب .

الفئة الثانية : تمثلت في البرجوازية الإقطاعية منهم رؤساء وزارات وأعيان ورجال الصف الأول من النخب وفي الغالب المسؤولية عندهم تشريف وليس تكليف اتصفوا بتوريث المناصب والمكاسب ومن هؤلاء استنسخ فرخ ما سمي بالليبرالي أبناء المحافظين أو الحرس القديم وهم في تزايد مستمر بدواعي الخصخصة تبحث عن السيطرة على مؤسسات الدولة والتصرف بها على أنها شركات خاصة تخضع لقوانين خارجة عن أية قوانين رقابية وقانونية ، إنها تدار كالمزارع الخاصة ، والشعب الأردني يعيش في صدمة لا يكاد يصحو منها لأنه لم يألف ويعتاد على ذلك وأصبح قلقا ً على مستقبل مفهوم الولاية الدستورية لتفرد جماعات عديدة مستقلة في موازناتها وبرامجها وليست خاضعة لأية جهة حكومية تقوم بدواعي إعادة الهيكلة بالتخلص من أعداد هائلة من الموظفين بغض النظر عن العمر والأداء الوظيفي .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد