صحيفة السوسنة الأردنية

كان هناك إمرأة بدوية تنقل الماء على دابة بواسطة ما يسمى " الروايا " وهي عبارة عن قرب لنقل الماء على ظهور الدواب والتي توضع بشكل متوازن على الدابة من الجانبين ، وعندما تصل إلى البئر أو عين الماء يتم ملئها بشكل متوازن يعني (شوية على اليمين وشوية على اليسار)حتى تمتلئ بالكامل و(الروايا) التي على جهة اليمين كان فيها ثقب ويضيع نصف الماء منها أثناء العودة للمنزل.... استمر الأمر لشهور طويلة حيث كانت (الروايا) التي على اليسار فخوره بنفسها وبمقدرتها على نقل الماء كاملا وأنها تقدم خدمة لتلك المرأة دون ان يضيع الماء منها ..... بينما التي على اليمين تشعر بالسوء والإحباط لعدم مقدرتها على تقديم شئ وأنها مجرد عبء على تلك المرأة....وفي يوم من الأيام خاطبت (الروايا) التي على اليمين المرأة ، بصوت حزين وأخبرتها أنها تشكل عبء عليها وأنها غير نافعة فطلبت منها تبديلها بأخرى والتخلص منها وإحالتها على التقاعد فهي غير مفيده ولا يستفاد منها ...ضحكت المرأة وقالت (للروايا) التي على اليمين سأجيبك على طلبك اليوم عندما نعود محملين بالماء ....و في طريق العودة للمنزل قالت المرأة (للروايا) التي على اليمين ألم تلاحظي شيئا من جهتك ليس موجود على جهة اليسار ....فقالت (الروايا) التي على اليمين لا لم ألاحظ شيئاً ...فقالت المرأة انظري إلى جانب الطريق الأيمن انه ملئ بالعشب الأخضر بينما الجانب الأيسر ليس كذلك ...فالماء المفقود منك لم يذهب هدراً بل ذهب للأعشاب التي تأكل منها الدابة أثناء رحلة العودة للمنزل والتي انقل عليها الماء (بالروايا) اليسرى فلولا الماء الذي يفقد منك لما استطاعت (الروايا) اليسرى أن توصل الماء على ظهر الدابة للبيت . لذا لكل منا فائدته في هذا الحياة ولكل منا دوره والذي يعتقد انه لا يقوم بشئ مفيد عليه مراجعة حساباته مع نفسه ليعرف انه لم يخُلق عبثا .