صحيفة السوسنة الأردنية

حين أخرستم ممثلي الأمة بفتات الدنانير ، هانوا بأنفسهم ، فهانوا عند الناس ، فما عادوا أهلا للسؤال عنهم ، أشرّقوا أم غربوا . . وحين اشتريتم ذمم بعض الصحفيين المأجورين بأبخس الأثمان ، كفرنا بهوامش حريتكم وأسقفها . وحين جندتم علماء السلاطين بذقونهم وطرابيشهم ومساويكهم ، ليحرموا ويحللوا ، توجهنا الى الله بحسن الخاتمة ، ورجوناه في صلواتنا وصيامنا ، أن لا يبقى منهم أحدا ، وحين جعلتم علماء الاقتصاد والمال ، يكذبون ويدجلون ، دون خجل أو وجل ، ويعتلون منابر الفتوى ، دعونا على كل أعضاء مجالس إدارات البنوك ، وقلنا ليت ما أخذوه من أموال الشعب ، نارا في بطونهم . وحين أغمضت عيناك يا دولة الرئيس، عما يجري في قضية بورصة العملات من يوم تكليفك للان ، (لعب الفأر بعبنا ) .
ويحق لي أنا الفلاحة الساذجة بكفالة الدستور ، أن أتوجه إليك بجملة من الأسئلة :
* هل تعرف دولة الرئيس ، أن بعض مناطق المملكة أصبحت مناطق منكوبة بفعل كلمة ألقيتها حول شركات البورصة ، وتحتاج مائة خبير وعاقل لتفسيرها ؟.
* قلتم دولتكم ، بأننا سنتقدم بقانون ينظم عمل البورصات، ثم ما لبثتم أن نعتوها بشركات نصب واحتيال ، دون أن تسوق دولتك ، دليلا واحدا على صحة زعمك .
•هل تعرف دولة الرئيس أن جارتي أم عمار رهنت بيتها للاستثمار بالبورصة ، وهي مهددة برميها في الشارع ، وان قلت : هي المسئولة فقد حذرناها ، فأنا أجيبك عنها . لا سيدي أنت المسئول ، فلأكثر من ستة أشهر وأنت صامت صائم عن الكلام ، صوم علماء السلاطين عن الكلام المباح ، وصمت علماء المال والاقتصاد المنافقين عن قول الحق .
•هل تعرف أن أزمات وكوارث ، ستزلزل نسيجنا الاجتماعي ، لها أول وليس لها آخر، من سوء إدارة حكومتك لملف بورصة العملات .
•أسالك سيدي ( وليس عن ذنوبك طبعا) هل تعرف ما يحدث في البلد من غسيل للأموال ، على أيدي عصابات تسرح وتمرح دون رقيب أو حسيب ؟
أخي دولة الرئيس : ومع قناعتي المطلقة بنظافة يدك ــ وأنا أتحمل مسؤولية كلامي ــ لقد أصبح غسيل الأموال في بعض قرى الشمال ، يمارس في وضح النهار، وأصبحت السيارات المسلحة ، تجوب قرانا لحماية فرسان الغسل والتبييض ، ولدرجة أن إحدى الشركات الأمريكية ، تجتمع مع الصبيان والمغامرين في الأماكن العامة ، لتصريف المليون دولار أمريكي ، مقابل ثلاثمائة ألف دينار (سلم واستلم ) .
•يا دولة الرئيس ( فقد أكون مدّعية ) بعض الصبيان ممن لم تتجاوز أعمارهم الثانية والعشرين ، زادت أرصدتهم عن المليون ، يا أخي اسألوهم من أين لكم هذا ؟ ما الذي يحدث في البلد لا أحد يعرف .
•إذا لم تتحرك وبأقصى سرعة يا دولة الرئيس ، لوضع حد لهذه المهازل ( فسيلعب الفأر بعبنا مرة أخرى )
سؤال أخير سيدي : ألا يحق لنا الربط بين إلقاء قنبلتك التي قضت المضاجع ، وأطارت النوم من العيون ، مع زيارة عباس وعريقات ، وعرضهم مليارات الدولارات من أجل التوطين ، مع ملاحظة أن المناطق المنكوبة تتركز فيها فئة الشرق أردنيين ، ( من بني كنانة إلى الكورة فجرش وعجلون والكرك ومعان والطفيلة والمفرق والرمثا ) .
أنا واثق وشديد الثقة أن صوتي وأسئلتي لن تصل مسامعك ، وان وصلت ستقول : صحيح (إنها حرمة هبلى ) .