متعملقون في زمن الأقزام

mainThumb

16-09-2008 12:00 AM

يبدو أننا فقدنا علاقتنا مع الزمن وعطبنا ذاكرتنا عن صحراء وسيف وخيل أصيل كانت تاريخنا، وزحفنا نحو مدن الحداثة والصناعة نلتحق برداءها البارد ونمارس طقوسها وحضارتها المختلفة عن حضارتنا، وبدلنا قيماً كانت تتوج مبادئنا.
ففي عصرنا هذا اصبح الإنسان سلعة تصنف تحت مسميين العملاق أو القزم، وتقاس معادلتها المنصب يساوي عملاق والوظيفة تساوي قزم، وهتكت معادلة الأخلاق تساوي العظمة.
فيا أسفاه على صغار تعملقوا وهم أبناء أم طاهرة وهم من فقدوا انتماءهم لها بعدما صدأت اعينهم بالذهب، وامتلأت جيوبهم بالعمل الصعبة، وصلوا صلاة جماعة على ضميرهم الذي انتقل مصروعا إلى قبور الانتماء والفضيلة.
يقص على السابقين حكايات الاختلاس والكذب والخيانة التي عاشها في مسرح بني البشر.
عمالقة كانوا قدوة أقزامهم الذين عاشوا على فضلات الرشوة ليشبعوا "كروشهم" بمذاق لذ بطعم الذل والاستكانة، تتبعها هزة رؤوسهم علامة شبع لن يطول ونفوسهم رخيصة, عسى أن يلحقوا بموجة العملقة قبل أن يجرفهم طوفان القزمنة التي افتعلوها واستسلموا لها بإرادتهم مسلوبين العزة والعنفوان في سبيل ملذات تصنع نعيم قصوراً وسيارات فاخرة يعادلها العيش بثياب مبللة, مرتكبين اعظم حماقاتهم في التنازل عن كرامة تبقي على كيان إنسان لا يساوم على الحرية والأخلاق، ويرفض وضع النقاط فاصلاً بينهما وبين الموت.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد