صحيفة السوسنة الأردنية

وظفت صحافتنا الأردنية أقلامها وصحفها نحو نشر الأخبار الساخنة المتعلقة بقضايا الفساد واغتيال شخصيات سياسية بارزة في الأوساط السياسية. اذ غدت صحافتنا قنابل موجهة ضد تيارات ورموز سياسية معنية بالدرجة الأولى بفتح ملفات الفساد المغلقة , سعياً لحسم الصراع القائم سراً بين قوى سياسية أردنية, مما هيأ الأجواء لظهور أحزاب صحفية غير رسمية تشبه الى حد كبير مبادئ وأهداف وزعماء ما يدعونه أحزاباً سياسية أردنية, طمعاً في تحقيق مصالحها الشخصية والترويج لاسمائهم, اذ تبرر ما تقوم به من تشهير وفضائح تناولته بملاعق اكبر من افواهها باعتبار أن "الحرية سقفها السماء" رغم أن نفوسهم لم تعش إلا في سجون الحرية والاطماع المادية.

وبالرغم أن الفساد بشتى أنواعه لا يأخذ وجهتين نظر متناقضتين، إلا أن الوسط الصحفي كان الوسيلة والأداة السهلة لحرب التيارات السياسية؛ إذ اخذ على عاتقه تبني مسؤولية ثلاث سلطات تسبقه وتعلوه كلمة وقراراً , مسوقاً للفساد اما بالهجوم أو الدفاع عن مسؤولين "مشتبه بهم" قبل ان تحال قضاياهم وملفاتهم السوداء الى القضاء, ويأخذ القانون مجراه ليكونوا عبرة يتعظ منها كل خائنٍ يفكر في اختلاس أموال الشعب والدولة.

وعلى الصعيد المحلي قصر الإعلامي عن أداء دوره التنموي مع المواطن الأردني الذي يعيش تحديات وازمات اقتصادية متدهورة، بعد تآكل الطبقة الوسطى التي تحل مكانها طبقة فقيرة قضيتها رغيف الخبز, متجاهلين بأن إثارة مثل هذا النوع من قضايا الفساد يولد حقداً، وعدم ثقة جماهيري كما يعاكس استرتيجيات الاصلاح السياسي و تعزيز المواطنة.

اما الرأي العام العربي والدولي فقد اصبحنا نُم?Zثل?Z امامه كرمزاً للفساد، وشاهدنا الأكبر التغطيات الإعلامية العشوائية التي الحقت الضرر بسمعة هذا الوطن، وافقدته مصداقيته وهيبته أمام المنظمات الدولية والإنسانية، ودول تربطنا بها علاقات ومصالح مشتركة. وأُذكِر أن المدينة الفاضلة لم تكن على ارض الواقع في يومٍ ما, وإن كانت خطيئة هذا الوطن "الوثوق" بضعفاء نفوس ينشرون الفساد فيه, فهذا يحدث في كل دول العالم وليس حكراً على وطنناً؛ لذا "لن يصلح العطار ما افسده الدهر" ولن يتوقف الفساد والنفس رهينة المناصب.