صحيفة السوسنة الأردنية

مولاي أبا الحسين :
أحببناك من قلوبنا ، وصدقناك الولاء ، وتعلمنا منك التفاني في الانتماء ، لوطن جهدت أن تزرع فيه الفرحة ، وحلمنا مع حلمك في عزة أمة ، نباهي بك العالم ، ونلهج للمولى أن يبقيك تاجا على الجبين . نلوذ بك في الملمات ، وننتخي بك في النائبات ، ونتحدى بعزمك الأزمات ، عودتنا ــ مولاي ــ الاستجابة لدبة صوت المقهور، وتهدج صوت المظلوم ، فلا غيرك ــ مولاي ــ ُيقيل العثرات ، ولا غيرك ــ مولاي ــ يربت على الظهور ، ويكفكف الدموع ، ويدفع للعمل بإخلاص ، وليس غيرك يقطع يد السارق لعرق الكادحين ، وسالب اللقمة من أفواه الجياع المساكين .
في كل يوم ــ يا مولاي ــ يطالعنا إعلامنا بقضية فساد ، ومع كل طلعة شمس ، نتسامع بسارق ، أو مارق ، أو أفــّاق، كأنهم ما حفظوا رسالة الهواشم ، ولا تعلموا من نهج أبي الحسين ، يختبؤون خلف ولائهم الكاذب ، وانتمائهم الخادع ، يلبسون لبُوس المخلصين ، وينطقون بلسان الوعاظ المؤمنين ، يدلسون ويكذبون ، ولا يتورعون عن سرقة الفرحة من مباسم الأطفال . واختطاف الأمل من وجوه البائسين .
الفزعة الفزعة ..... يا مولاي . تعلمنا على يديك الجرأة في القول ، والصدق في الانتماء ، والإخلاص في النية . لقد تقطـّعت أكبادنا ، وأعتصر الألم قلوبنا ، وتاهت بنا السبل ، وما عدنا نعرف الأمين من الخائن ، والصادق من الكاذب ، والمخلص من المنافق ،
وا... عبدالله ... صرخة من أعماق أردنية ، عصابة رأسها العز والشموخ ، وزنارها العزم والإصرار، عشقت هذا الوطن ، وآمنت بقيادته ، تردد خلف كل خطيب (جمعة )، اللهم ارزق سيد البلاد وفارسها ، بطانة صالحة ، وستبقى ترددها حتى لو خان المؤتمن ، وضعف القوي ، وجبن الشجاع ، فأنت ــ مولاي ــ المرتجى والملاذ .