حركة اليسار الأردني وحدية الطرح

mainThumb

18-09-2008 12:00 AM

إن المتتبع لأدبيات حركة اليسار الاجتماعي الأردني وطروحاتها ، يدهمه حدية الطرح ، ونزق التعبير ، و (نرفزة) الخطاب ، وطلب الفزعة ، ( ودبة الصوت)، والتخوّف غير المبرر في أغلب الأحيان على كينونة الوطن ووجوده وشرعيته ، وقد أوحيتم لنا ــ نحن المتابعون للحراك السياسي ــ أن الوطن قد تقطـّعت أوصاله ، واهترأت أسسه ومكوناته ، وصار نهبا لمجموعة من الليبراليين ، أو البرامكة الجدد ، تلاميذ العولمة النجباء ، وفرسان تحرير الاقتصاد ، وأبطال النهب والبيع والتجويع ، القادمين من وراء البحار.

إن تناول القضايا الوطنية الهامة بانفعالية وعصبية ، والتركيز على مبدأ الحشد العاطفي الوجداني ، عبر قضايا تلامس وجع الأردني ، ما هو إلا نوع من التعجـّل ، المشوب أحيانا بعدم الإقناع ، وأحيانا أخرى بالبعد عن الموضوعية . فرغم أن معظم الشرق أردنيين ــ تحديدا ــ يشاركون الحركة توجسها وخوفها على نسيج الوحدة الوطنية ، إلا أن القضايا الرئيسة ، التي خاض اليسار الاجتماعي معاركه من أجلها ، أقصد ( قضايا الفساد الإداري والمالي والمحسوبية . ثم قضية الخصخصة والهزات الارتدادية التي أعقبتها . وأهمها قضية ما سمي بالوطن البديل ، وهي الأيقونة وبيت القصيد ) .

كل هذه القضايا لا تعالج بمثل هذه الحدية والانفعالية ، ولا بمثل هذا التعجـّل ، دون أجندة وخارطة طريق، واضحة المعالم ،مع غياب الشفافية في الطرح ، وتغييب مبدأ الرضا والإقناع ، وسوق الحجج والمبررات ،والأدلة والبراهين . فقد ضمن لنا الدستور الأردني حرية التعبير، وشرّع لنا قيم الخوف على وجودنا كوطن ، مثلما شرّع لنا العيش على ترابه كمواطنين ، فنحن معكم أن الوطن للجميع ، مثلما يكون العلم للجميع ، والعمل للجميع ، والغذاء للجميع ، والدواء للجميع ، والكرامة أيضا للجميع . نحن معكم بأن من يسرق الوطن فليس منه ، كما أننا معكم ضد كل من تسول له نفسه بالدفاع عنا ، والتأكيد لنا بأننا لن نصبح وطنا بديلا . نحن معكم ضد كل من هبط لهذه الأرض بالمظلة ، لا يحمل ألمها وهمها ، ولا حتى رقمها الوطني ، لكننا لسنا معكم في تشنجكم ، وعدم رويتكم ، واهتزاز ثقتكم بأهلكم ،واتهام الكل بالتآمر والخيانة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد