البسطاء .. والغلاء

mainThumb

14-07-2008 12:00 AM

قال تعالى ( هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم ) ... اتمنى أن لا اكتب مثل هذا المقال والاوضاع المعيشية للمواطنين كما هي في شهر رمضان الكريم او مع بدايات فصل الشتاء المقبل ، وارتفاع الأسعار غير الطبيعي والجنوني المتصاعد , والحكومة لا تحرك ساكناً , والسوق للتجار الجشعين والإقتصاد الحر ليتلاعب بقوت ملايين الأردنيين من محدودي الدخل والطبقة الفقيرة من غالبية الشعب الأردني والذي يتحمل وتحمل الكثير دون ان يتفوه بكلمة .

اعتقد انه نتيجة للاوضاع الصعبة التي نعيشها ايامنا هذه والتي اتمنى ان تتغير خلال الشهور المقبلة ، سيأتي يوم ونسرق بعضنا البعض للحصول على لقمة العيش ويمكن ان يقتل بعضنا بعضاً ليخطف لقمته من فم الأخر بسبب الغلاء الفاحش والموجع والأمر في حياتنا والحكومة ساكنة , وتركت الشعب يغوص في مستنقعات البطالة والجوع انا لا ادعي علم الغيب فلا يعلم به إلا الله سبحانه وتعالى ولكن اكتب من الواقع وحديث الناس والفقر وتردي الأحوال المعيشية بدل ان تجد خطة طوارىء مستقبلية , حيث اتوقع بأن برميل النفط سيكسر حاجز المئتي دولار وقريباً , وازداد أعداد الفقراء والمحتاجين ومنهم من بدأ بالتسول ومنهم على الطريق وللأسف الشديد منهم . والمشكلة الى متى ستظل الحكومة صامت وتردد فقط إن هذا الارتفاع " مبرر " "ومحدود" في كل مره تثار بها قضية الأسعار ... وشهر رمضان الفضيل على الأبواب ... ؟ ووصلت الأسعار الى ارقام فلكية بل خارج المجرة بأكملها اذا جاز لي التعبير والموضوع ما زال "مبرر"و"محدود" , فمتى ستتحرك الحكومة وتخرج من هذا الصمت الرهيب وتواجه تذمر واستياء الشارع بتفهم وواقعية ... وإلى أن يتم ذلك بماذا نطعم أطفالنا .. خبز وشاي ..؟ والشعب لا ينتظر تبرير من الحكومة بل يريد قراراً وتحركاً لأن المشكلة زادت عن حدها .

فصل الشتاء على الأبواب وهذا لا يؤجل لأنه ليس قرعة كأس العالم لكرة القدم ومن المعروف إن قوة العملة لها تأثيرها المباشر في مواجهة إرتفاع الأسعار العالمية , ولكننا لم نلمس تأثير قوة الدينار في هذه المعركة بين الراتب المحدود والسلع الطائرة وكأننا لا نعيش في الأردن بل في دولة تعاني من ضعف العمله المحلية , ومع الفارق ابتلعت القيمة الشرائية للدينار , ومع ضعف الإجراءات وغياب السياسات الجذرية ستصبح اي زيادة على الراتب مجرد مخدر يفقد مفعوله بعد حين مثل الزيادة الأخيرة لموظفي الدولة .

قد لا يكون تثقيف المجتمع ورفع مستوى وعيه من ناحية الترشيد الاستهلاكي هي العصا السحرية وإن لم نستطيع تجنب هذه الأوضاع الإقتصادية السيئة والصعبة والمقلقة والمتسارعة , لسوف تتجه بنا نحو خلق طبقة اخرى جديدة من الفقراء والمعدمين وسيفرز هذا الوضع ثقافة خطيرة جدا ورؤية مغايرة تختلف بكل المعايير الإنسانية والتي نحن بغنا عنها حيث ستختلف اختلافاً كليا عما كنا عليه .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد