صحيفة السوسنة الأردنية

يمتدُ فينا عميقاً دون أن ندري، ويسري مع النبضِ في أجسادنا، يُجاورُ الروح?Z فينا ويُهديها العبقْ، لا تراب?Z يحلو إلا ذراتِ ترابه، ولا سماء?Z نعشقُ إلا سماواتٍ تُظله صيفاً وتحنو شتاءً عليه، ننتسبُ له كما لآبائنا، ونذودُ عنه كما عن أبنائنا، نبادْلهُ الحبّ?Z والشوق?Z والعطاء لأنه لنا، نملكُه مثلما يملكنُا، ونحتاجُه كما يحتاجنُا، ونُجزلُ له العطاءْ. اسمهُ الأُردن، و أسميّه الوطنْ، مكانٌ وحدودْ ورسالةْ، وهو وطنٌ أكبرُ من كلِ الأماكن، وأوسعُ من كلِ الحدودْ.

كم تمنيتُ لو أنني القائلُ : "وللأوطانِ في دمِ كُلِ حُرٍ    يدٌ س?Zل?Zف?Zتْ ود?Zينٌ مستحقُ" فليس?Z حُرّاً م?Zنْ أنكر?Z الوفاء?Z  وج?Zح?Zد?Z الديون... هو ذاك?Z إذن، الوفاءُ المستح?Zقُ في ذمّةِ الأحرارْ. به ُيبرئون?Z الذمّة?Z?Z ولا ينسون?Z الفضل?Z مع أوطانهم، هُمْ يصبرون?Z ويصبرون?Z ويصبرون، وينشدون :

لي في هـواه مقـالـةٌ وقـصـيدُ،،

حُـبٌ يـدومُ  -على المدىْ-  ويزيدُ،،

فالحُـبُ في الأردنِ طـاب?Z مقام?Zه،،

والشوقُ جُـنّ?Z قديمهُ وجديدُ،،

نفدي ثرى الأردنِ عند صهيلها،،

وُنقيمُ عُرساً إذْ يُزفُّ شهيدُ،،

تاريخـنُا سِـفـرُ الخلود تألـقـاً،،       

فيه الصلاحُ*وطارقٌ*ووليدُ*،،

قد أورثونا العز?Z بعد?Z نقيضِهِ،،        

فلـهم وفـاءُ الوارثيـن?Z أكـيدُ،،

الأرضُ تذكرُ تضحياتِ رجالِها،،     

 ُتبدي الوفاء?Z لذِكرهِم وُتعيدُ،،

سالتْ على هذا الترابِ دماؤهُم،،          

ثمنُ الكرامةِ طاهرٌ وم?Zجيدُ،،

أبداً يظل الأوفياءُ لعهدهِم،،                

يوفون ديناً دونه التسـهيدُ،،               

فالحُرُّ يُوفـي بالدمـاءِ ديون?Zه،،         

والعبدُ يجحدُ دي?Zـنه ويكيدُ،،

والعهـدُ للأردنِ يبقى للوفا ،،         

وبه سيُعرفُ سادةٌ وعبيدُ،،

* الصلاح : صلاح الدين الأيوبي (محرِر القدس وبطل موقعة حطيّن الخالدة )

* طارق: طارق بن زياد (فاتح الأندلس)

* وليد: خالد بن الوليد (سيف الله المسلول وأحد أعظم القادة المسلمين المجاهدين)