كوريا تاريخ وحاضر ومستقبل

mainThumb

16-09-2008 12:00 AM

كوريا بتضاريسها وجغرافيتها وفصولها ومدنها وقراها وبوجوه سكانها وبذوق أطعمتها المتنوعة، لها طبيعتها ورونقها وجمالها وسحرها وأسرارها وجاذبيتها، وشعب له هويته ولغته وتراثه التاريخي والحضاري، إمتدّت جذورها للآلاف السنين، هذا الشعب بجهوده الجبارة وبتسابق مع الزمن يلحق بقطار العولمة ويواكب مسيرة التقدم والإنماء محققاً معجزة هذا العصر.

شهدت كوريا نهضة تنموية عملاقة وسريعة، في مختلف المجالات وذلك في حقبة زمنية قصيرة، حيث أنها كانت مستعمرة يابانية لفترات متفاوتة بدأت آخرها ببدايات القرن العشرين، وإنتهت بهزيمة اليابان في أعقاب الحرب العالمية الثانية، وفي مطلع الخمسينات عانت كوريا من حرب ضروس، والتي إمتد لهيبها ليأكل الأخضر واليابس لعدة سنوات، وحتى فترة السبعينات كانت كوريا تعتبر من الدول النامية و في الثمانينات، فقفزت كوريا قفزة كبيرة وبالتحديد في منتصف الثمانينيات، وأحدثت ثورة إقتصادية وصناعية وسياسية هائلة، أدت إلى نهوضها إلى مستوى الدول الصناعية والمصدرة وبالرغم من ندرة الموارد الطبيعية وانعدام الموارد الخام فيها إلا أنه أصبحت صناعاتها متميزة بجودتها ومنافسة بأسعارها للصناعات العالمية المتقدمة والتي أصبحت نموذجا للدول النامية، كانت معجزة حققها الشعب الكوري بإرادة وتصميم منفرد وأصبح في مصاف الدول المتقدمة .

فنطراً للعلاقات التجارية المتميزة بين كوريا والدول العربية وبخاصة دول الشرق الأوسط الذي صار قبلة للعديد من الشركات الكورية مثل شركة سامسونج وإل جي وهيونداي ودايو المتواجدة بكثرة في الأردن، وفي الوقت الحالي هناك علاقات إقتصادية متينة تربط بين بلدان الشرق الأوسط وكوريا وتسعى جمهورية كوريا لتعزيز هذه العلاقات والإستمرار في تعزيز التعاون الإقتصادي مع تلك الدول فعمر العلاقات السعودية الكورية مثلاً أكثر من 50 عاماً، ومما يجدر ذكره في هذا المقام أن كوريا غير منتجة للنفط فهي تقوم باستيراد جزء كبير من احتياجاتها من هذه المادة الخام من دول عربية مثل دول الحليج.

فقد لعبت الحكومة الكورية دوراً كبيراً لمساهمتها في إنشاء قسم للغة الكورية في الجامعة الأردنية وأخص بالذكر جهود منسق شعبة اللغة الكورية في الجامعة الأردنية الدكتور إلجو كونغ وأن الحكومة الكورية تكلفت بتدريس أربعة طلاب أردنيين وأنا واحد منهم - وهذا يهدف إلى تعزيز التعاون الأكاديمي بين البلدين حلمي الذي أرجو وآمل أن يتحقق سريعاً هو أن أرى علم الأردن يرفرف في سماء كوريا مؤذناً بفتح سفارة أردنية في كوريا، وأتمنى أن أكون جزءاً من فريق العمل في هذه السفارة، وقد كان الجميع يسخر مني عندما كنت أقول إنه ستصبح لنا سفارة أردنية في كوريا والآن أرى أن هذا الأمر ليس بعيداً بل هو قريب جداً إن شاء الله وانتهز هذه الفرصة للدعوة لمثل هذا الإجراء وبجهود حكومة البلدين وخاصة جهود جلالة الملك عبد الله الثاني الذي يعمل الليل والنهار من اجل رفعة هذا البلد ووضعه في مكانة تليق به كشعب يريد النهوض والرقي والاعتماد على النفس رغما عن امكانياتنا المتواضعة ولكن بارادة الشعب وحكمة القيادة الهاشمية نستطيع الوصول الى مانبغي اليه ولنا في عزيمة الشعب الكوري المثل الأعلى .

** طالبة بقسم اللغة الكورية في الجامعة الأردنية ( حاليا في كوريا – سيؤول )



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد