الدبلوماسية الأردنية والدور الإقليمي

mainThumb

14-09-2008 12:00 AM

لقد كان للأسرة الهاشمية الدور الكبير والإيمان المطلق كقائدة للثورة العربية الكبرى التي حررت العرب من الحكم العثماني، ويعني ذلك شرعيتها التاريخية والسياسية لقيادة الأمة العربية، وهي وارثة حملة الرسالة المحمدية ويعني ذلك الشرعية الدينية التي يتمتع بها جلالة الملك عبد الله في الدفاع عن قضايا الأمة العربية أمام الكونغرس الأمريكي وفي كل المحافل الدولية اذ كانت تطغى على خطاباته وقراراته دائماً تقديم مصالح الأمة العربية وخاصة القضية الفلسطينية من أجل حشد الجهود القومية والعالمية وما يترتب عليها من واجبات وتنفيذ ما عليها من التزامات وعدم التفريط بالحقوق الفلسطينية المشروعة، وحق تقرير المصير وحق التعويض او العودة، وعدم تسوية سلمية إلا من خلال القرارات الدولية وضمن المبادرة العربية والشرعية الدولية الممثلة بقراري 242، 338 مبدأ الأرض مقابل السلام.

وهذه القراءة الأردنية التي عبر عنها جلالة الملك أمام جلسة مشتركة للكونغرس الأمريكي والذي قدم فيها عرضاً غير مسبوق للقضية الفلسطينية والتي لا تحتمل الغموض او التأويل، وإعادة تذكير الأمريكيين بقضية السلام التي لم يطرأ عليها أي تغير منذ مؤتمر مدريد للسلام، وحتى مؤتمر انا بوليس ووضع الخيارات أمامهم في عالم منفتح ملؤه الأمل والتقدم والعدالة للمجتمع-او عالم منغلق شعوبه منقسمة قوامه الخوف والأحلام التي لم تتحقق، إلا من خلال السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط الخالي من عمليات القتل والعنف والحقد والكراهية، وإن النظام العالمي الراهن يحمل في طياته الكثير من ضحايا الإرهابيين والمتطرفين مستغلين النزاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والذي فتح لهؤلاء المتطرفين الطريق أمام عملياتهم مستغلين الظلم الذي يسببه هذا النزاع لإضفاء الشرعية على أعمال العنف وتشجيعها والتي عانت منها كثير من المجتمعات العالمية منها الأمريكيون والأردنيون، والآخرون،وقد حدد جلالته أمام الكونغرس أن مصدر الانقسام الإقليمي ومصدر الحقد والإحباط والكراهية هو إنكار العدالة والسلام في فلسطين، حاضاً أمريكا من خلال قوتها العالمية وبما لديها من قيم خالدة وعدالة ومساواة مسؤولياتها الأخلاقية ان تلعب الدور المركزي في مستقبل السلام في الشرق الأوسط، وقيادة عملية سلام تحقق نتائج هذا العام.
 وعرض جلالة الملك عبد الله أمام ممثلي الشعب الأمريكي الرؤية العربية للسلام في المنطقة بعد أن قام بالتنسيق مع أشقائه من الزعماء العرب في مبادرة السلام التي تبنتها قمة بيروت العربية عام 2002 هي الأساس الأنجح لسلام عادل وشامل ودائم بين الدول العربية جميعا وإسرائيل. وركز جلالته على البنود الرئيسة في المبادرة التي لم تقبل بها إسرائيل حتى الآن، مبادرة السلام العربية التي تضع مسار للجانبين فهي تحقق لإسرائيل معاهدة السلام الشاملة وعلاقات طيبة ودبلوماسية مع كل دولة عربية وضمانات أمنية شاملة لكل دول المنطقة بما فيها إسرائيل مقابل التسوية لحل قضية اللاجئين والانسحاب من الأراضي العربية المحتلة منذ عام 1967 وقيام دولة فلسطين المستقلة القابلة للحياة وذات السيادة مقابل التزام العرب بمبادرتهم التزام حقيقي. وأكد جلالة الملك إن الحل الحقيقي هو العمل متساندين متكاتفين لبعث الأمل من جديد وبعث الحياة في فلسطين التي تغرق في اليأس دون بارقة أمل وعلينا دعم عمليات السلام واتاحة الفرص أمام الشعب الفلسطيني للعمل على نبذ الخلافات بهدف حقن الدماء.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد