الخيل .. وغلاء المواصلات

mainThumb

18-09-2008 12:00 AM

كانت الخيول العربية تمثل رمز للوجاهة والعز والغنى , وهي من سلالات معروفة لدى أهل القرية مثل الكبيشة , المخلدية ,الجلفة , الكحلية ويطلق أهل القرية على هذه السلالات اسم البيوت او " الارسان " فيقال هذا الفرس من بيت او رسن المخلدية مثلاً ومن هذه الأسماء تنتشر في الأردن والعراق والخليج وهي سلالات عربية اصيلة .

وكانت هذه الخيل ايضاً تسمى بألوانها فيقال الفرس الزرقاء او الحمراء او الخضراء او المحجلة مع إن الأسم لا ينطبق على اللون , وفي كثير من الأغاني مثل يا راكب العبيه او اغنية يا خيال الزرقاء او اغنية خيول حمر مضمرات , وانا دائما كانت عالقه في ذهني اغنية " خيلا جتنا الواد الواد خيلا جتنا عصريه , لاقوهم ربع الأجواد لو كانوا الف او ميه " وطبعا هذه الأغنيه مستوحاه من التراث الشعبي الأردني والذي تغنى بالخيل وراكب الخيل , وتجد لها احساس خاص وتعيش في ماضي من الممكن ان تكون عاصرته او أخذتك الحياة المدنيه الى ما أبعد من ذلك , والخيل الأصيله لم تكن تعمل في الأرض او الحقل او الحراثة او الدراسة مثل باقي الدواب , وإنما تقتصر للتنقل بين القرى او المشاركة في الأفراح والأتراح او اغاثة المستغيث لنقله وما شابه ذلك. وكان من شروط بيعها ان لا تنزل الفرس في العمل وان لا تتعدى المياه شرقا او غربا والمقصود نهر الأردن وقناة السويس , وكانت الخيل تشارك في زفة العريس حيث يمتطي احد الخيول الأصيله المزينة مثل يومنا هذا نزين سيارة بي ام دبليو او مرسيدس وكل هذا تغير مع تغير مجريات الحياة . وانا تطرقت لموضوع الخيل والأغاني وذلك لنسترجع شيء من الذاكرة حيث في الفترة الأخيره زاد عدد الدواب ومنها الخيل حيث تأتي هواجس , وبسبب القلق الاقتصادي الذي له تأثير كبير ومتعدد الجوانب النفسية الفردية والجماعية , وفي ظل الوضع القائم والمستمر والغلاء الفاحش والجنوني مع انخفاض اسعار النفط العالمية , والتي هي مستمره كل يوم ولكن غلاء اجرة المواصلات غير المبرر , هل نعود الى ركوب الخيل او نعمل عربات لها لتنقل الناس ولو داخل القرى وطبعا اعرف رأي الجميع بأن هذا مستحيل ولن تعود بنا الحياة الى الخلف , ولكن اذا استمر الوضع على ما هو عليه برأيكم ما الحل واعرف الكل سيسألني ما هو الحل وانا حقيقة لا أعرف مع انني فلاح ’ هل استطيع ام لا ولكن حتى ذلك الوقت لا نعلم ماذا يخبىء لنا القدر .

ولنعود الى موضوعنا حيث المخطط كله كان من صنع امريكا سواء كان في الإعداد او الاخراج والبترول هو الاساس , أولا مصلحتها لتضرب مصالح الصين الصناعية ولم تفلح . حيث اصبحت الصين اقوى اقتصاديا من امريكا لأن بضاعتها ارخص وعند غلاء النفط توقعت ان يؤثر على الصين ليبقى لأمريكا حصة سوقية وثانيا اذا ارادت امريكا ضرب ايران عندها سيتوقف النفط الأيراني وهو اكبر ثاني مخزون عالمي , عندها سترتفع اسعار النفط وهنا في تجربتها سترى مدى التأثر العالمي به وما سيحصل للاقتصاد العالمي وهذه سياسة امريكا الجديدة لكي لا تقع في المستنقع الايراني كما وقعت في مستنقعات فيتنام والعراق , وكل ما يبقى هي امور جانبية وملعونة ام السياسة حيث العالم العربي أصبح شطرنج وأحجار مبعثرة واوراق تطير والخيل عطشى والقبائل تستجار ولا تجير وتغيرت الحياة بيوم وليله وهذه هي سياسة الخيل وسياسة الدول وايهما افضل , وبدأ النفط ينخفض ونتوقع ان يعود لسعره الطبيعي ولا اتوقع في الأردن ان يعود كما كان سابقاً .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد