صحيفة السوسنة الأردنية

هل اصبح المواطن الاردني في الغربة مهانا لهذه الدرجة حتى لا يجد "واليا" يحفظ له كرامته ، وهل اصبح غريبا ايضا في غربته حتى عن اقرب ما يجب ان يكون له ومنه باعتبار ان سفارتنا في بلد الغربة هي المسؤولة الاولى عن رعاياها وحفظ حقوقهم ان هضمت.

قصة عجيبة جدا و "مقززة" للغاية هي ما رواها مواطننا في البحرين "ايمن المقابلة" عما حدث له من قبل رب عمله البحريني الذي اهانه وكسر حرمة بيته واوسعه ضربا في "الحمام", وعن الدور المخزي لسفارتنا وسفيرنا في البحرين وهو الدور الذي يجب ان يكون لائقا في التعامل مع جاليتنا في الخارج واخذ مثل هذا الموضوع على محمل الجد , فغريب جدا ان يبدي القنصل او السفير موقفا "مخزيا" الى هذه الدرجة بدلا من التعامل مع مثل هذه المواقف بمسؤولية وحزم.

المعروف تماما عن الاردني انه دائما مرفوع الرأس .. كريم النفس .. ولا يقبل البؤس, اينما كان وحيثما ذهب في الاردن او في بلاد المهجر , ولان " الانسان اغلى ما نملك" ولان كرامتنا ومبادئنا تعلو المصالح , يجب ان لا نقبل ان يهان مواطن اردني بدون سبب لان اهانته بهذه الطريقة اهانة لنا جميعا.

شتان بين مواقف سفارات الدول في التعامل مع رعاياها وموقف سفارتنا في البحرين, فنذكر على سبيل المثال موقف السفير الكويتي في الاردن تجاه الكويتيين حيث لم يوفر أي فرصة لعقد لقاءات مع المسؤولين في الاردن وبشكل مستمر لبحث الاوضاع "الممتازة اصلا" للطلبة الكويتيين في جامعاتنا, مقارنة مع موقف سفيرنا في دولة البحرين, وكلنا يعلم انه اذا عطس كويتي في الاردن "تقوم الدنيا ولا تقعد" رغم ان الجالية الكويتية في الاردنية تلقى كل الحفاوة والترحاب والمعاملة الحسنة لاننا البلد المضياف.

واذا فعلا كان رد القنصل الاردني في سفارتنا في البحرين لمواطننا جريح الجسد والفؤاد " هنا لدينا 5000 جندي أردني في البحرين وهل تريد أن نضربه لك , كما وأن السفارة الأردنية هنا هي أقوى من السفارة الأمريكية !!!" , اذا فعلا كان هذا رده , والله ان رده اقل ما يمكن وصفه بالسخيف, لا يا قنصلنا المحترم ولا يا سفيرنا ما هكذا يجب او تؤخذ معاناة الاردني باهانة اشد وطأة من اهانة الحادثة بحد ذاتها.