غزة . . بوابة التقسيم في المنطقة !

mainThumb

02-08-2014 02:06 AM

 بعد رفض غزة للمبادرة المصرية التي نصّت على وقف لإطلاق النار دون شروط ، اتجهت إسرائيل إلى وسيلة أخرى في فرض أمر واقع على غزة " وقف إطلاق النار دون شروط " تحت مسمى الهدنة الإنسانية من خلال أطراف تخضع للسيطرة أو الرغبة الصهيونية وذلك للهروب من إستحقاق قدرة المقاومة على رد العدوان وقدرة الشعب الفلسطيني في غزة على تحمل حجم الدمار والعدد الكبير من الشهداء والجرحى ورغم الضخ الإعلامي الكبير الذي يسوق ما تريده إسرائيل بأن حماس من يتحمل مسؤولية قتل الفلسطينيين في غزة وإظهارها كـ منظمة إرهابية وليس إسرائيل يُظهرها نفس الإعلام بأنها تدافع عن مواطنيها المدنيين وهذا ما تتبناه كل الدول الداعمة للدولة العبرية وفي مقدمتهم الدول العربية التي دعمت وتبنت المبادرة المصرية على عكس دول أمريكا اللاتينية التي اعتبرت إسرائيل دولة إرهابية.

 
والسؤال الذي يتم تداوله في كل عدوان صهيوني على غزة ، لماذا غزة؟!!
 
الفلسطينيون في غزة يقودون معركة وجود وليس معركة حدود على الرغم أن منظمة التحرير قد تنازلت عن هذا العنوان منذُ ذهابها إلى أوسلو حيث أصبحت تخوض معركة الحدود بعد تسليما لـِ سلاحها وتنازلها عن كل أوراقها وقبولها بلعب دور الشرطي على المواطن الفلسطيني في الضفة الغربية والقيام بما كان يقوم به المحتل الصهيوني من اعتقالات وتعذيب وتجويع لضمان رضوخ المواطن في الضفة للرغبة الفتحاوية وبالتالي الرغبة الصهيونية.
 
غزة هي آخر بندقية موجهة إلى صدر الاحتلال وهي الخاصرة التي ينزف منها الصهاينة ، غزة هي آخر ما يؤرق أمن دولة إسرائيل ويهدده وبالتالي كان دائماً العدوان الإسرائيلي على غزة لإحضار حماس وغيرها من تنظيمات المقاومة إلى المفاوضات المباشرة والجلوس مع الصهاينة على الطاولة وجهاً لوجه وبالتالي تحقيق إسرائيل لإستراتيجية طالما سعت لها بتحويل الصراع إلى صراع حدود وبالتالي إعتراف حماس والفلسطينيين في غزة بدولة إسرائيل وحقها في الوجود على التراب الفلسطيني وعليه تحقيق الطوق الآمن حول إسرائيل.
 
إن جلوس حماس بشكل مباشر مع الصهاينة فإن المعركة السياسية ستكون قد حُسمت لمصلحة الإسرائيليين وبدء مسلسل التنازلات لنيل ما هو أقل من حق الفلسطينيين في العيش بسلام في دولتهم ودخولهم تحت العباءة الأمنية الإسرائيلية وشروطها ، ليبدأ بعدها مشروع آخر لا يتم إلا بإسقاط غزة وتنازل المقاومة عن سلاحها ، مشروع إعادة ترتيب الشرق الأوسط الذي يجعل من الدول دويلات وتقسيم المُقسم حيث العودة إلى سوريا والعراق وبدء دوامة عنف جديدة أضعاف ما تم حتى الآن ، وبالتالي فرض واقع التقسيم الطائفي تلقائياً لإستحالة الاندماج والتعايش بين الطوائف بعد جريان أنهر الدم بينها.
 
في لحظة متقدمة من العنف الطائفي وما قبل التقسيم بلحظات أيضاً سيكون الدور الإسرائيلي العلني في وقف تقدم الجماعات الإسلامية المتطرفة ومنعها من إستمرار التقدم وارتكاب الجرائم البشعة على المواطن العربي لتحقيق معادلة جديدة في المنطقة " أن أمن المواطن العربي مرتبط بأمن إسرائيل " فيصبح الوجود الإسرائيلي سبباً في حياة آمنة للمواطن في المنطقة.
 
إن رفض حماس وأطراف المقاومة في غزة الجلوس مع الإسرائيليين بشكل مباشر وعدم الخضوع لشروطهم يبقى مشروع التقسيم في المنطقة مؤجل إلى إشعار آخر ، فلا تقسيم ما دام هناك بندقية تُطلق الرصاص على إسرائيل ، وعند تحقيق حماس لبعض أهدافها أو شروطها ومنها رفع الحصار دون الاعتراف بدولة إسرائيل بالضرورة يمنع ولادة الدولة الكردية من خاصرة الصراع في المنطقة.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد