من دق الباب سمع الجواب

mainThumb

21-10-2014 08:39 PM

في الأيام السابقة انخرطت في مجتمع النساء؛لأستمع إلى رواياتهن، رغم إختلاف الأحداث إلاّ أن المضمون واحد ، رواية الأولى أنها تزوجت من كان يحبها و بدأت حياتها الزوجية ، و بعد مرور أشهر على زواجهما أصبح يراود الاثنان هاجز تأخر الحمل، وبعد زيارة الطبيب اتضح ان الزوج ﻻ ينجب ، في الحالة العامة ستصبر الزوجة و سيحاول الزوج ان يعوضها حاجتها ، أو انت يفترقا بالمعروف،لكن النتيجة كانت عكسية،أصبح هذا الزوج كثير الشك، بدأ يضربها، ويعذبها،و ينعتها بأقبح الألفاظ، ومازال مجتمعنا يقف عائقًا أمام رغبتها بالانفصال و انهاء حالة العذاب التي تعيشها، رفض أهلها الموافقة على طلاقها و تهديدها بالمقاطعة لو أقدمت على ذلك ، وكأنها تطلب ما هو حرام و غير شرعي ، كأنها يجب أن تعيش مأساتها بمفردها دون أن تجد من يدعمها أو أن يقف إلى جانبها ، أما الخير فيجب أن يعم "عجبي منك يا زمن "

رواية أخرى ، رأها فأعجب بها فصارحها ،أحبها و بدأت تحبه ، لكن أي فتاة يتسلل الحب إلى قلبها يتحول إلى فكرة زواج ، نادرًا ما نجد الفتاة العابثة التي ترغب بالتسلية بالأخرين لتحقيق مكاسب في نفسها ،غالبًا تكون أفكار الفتاة الشرقية بناءة مستقيمة ليس لها سبيل للإنحراف عن الطريق السليم ، أما بعض الشباب يظن أنه عندما يعبث بمشاعر أي فتاة قد وصل إلى حد الذكاء،من وجهة نظري أرى أنه في قمة غبائه لأنه يستطيع أن يؤذي بشرًا ويخرج منتصرًا، فماذا إن كانت مسألته بيد الله ؟بالطبع  سيجازف بمعركة خاسرة .


في قصة هذه الفتاة التي بدأت تغرم بهذا الشاب و كان هناك نية للزواج إلا أن أفكاره غير المتزنة بدأت تماطل و تماطل حتى جاء يوم و أخبرها أنه ينوي خطبة فتاة أخرى ، في هذه الحال من سيتوقع ردّ فعل الفتاة ، هل سيكون شعور الحزن ممزوجًا بالغضب ، أم هو القهر كونها وثقت بشاب كهذا ، في الحقيقة أنني لا أستطيع التكهن بما هو في داخلها لكنها عندما أخبرتني حكايتها كنت أشعر بمدى تألمها و كنت أفكر بمدى الظلم الذي يقع على كل فتاة شرقية ،تضيع أيام عمرها و هي تنتظر شخصاً لا يستحق.

وهناك العديد منهن يحكين بحرقة ، فمنهن من تركها ليتزوج فتاة من اختيار والدته، وأخرى تزوجها وتركها في منزل والديها ليغادر إلى الخارج و يزورها كل سنة مرة ، وكأنها تزوجت لتبقى في منزل والديها ، وتلك التي لاتنجب و يبدأ زوجها بخيانتها ، وهي تبادله نفس الفعل لتنتقم منه ، وذلك الذي يريد زوجة دون أن يتزوج و يبحث عن واحدة ليمارس معها حياة زوجية دون أن يعقد عليها حتى لا يكون ملزمًا اتجاهها بأي التزام أي أن تكون "عشيقة"في السر ، وذلك لكي يشبع رغباته الرجولية على حساب مشاعرها ، إن وافقت رغبته ستقع في أخطاء و مشاكل لن يتحملها إلاّ هي ،أما هو فسيخرج من المسألة ببساطة كونه يعيش في مجتمع شرقي لا يحمّله أيّ مسؤولية ، و ان رفضت، ستكون قد حافظت على كبريائها و على احترامها لنفسها ، وهل جميع الفتيات و النساء يملكن إرادة قوية أمام شياطين الإنس؟


وكل امرأة شرقية تتحدث عن نفسها ستسمع منها نبرة ألم يتخللها حزن دفين فالزواج فكرة وجدت فقط لزيادة النسل و لإعمار الأرض فهو سنة الله في خلقه دون النظر إلى حسن العشرة بين الطرفين ، لم أستمع ﻷي امرأة إلاّ وكانت تشعر بالألم ، ولم تتلفظ أيّ منهن عمّا يسعدها في زواجها ، فهل هذا ما كانت تطمح إليه؟


في مجتمعنا الشرقي الفتاة لا تتزوج لكي تستمتع وتعيش قصة خرافية كالتي كنا نقرأ عنها في الروايات و نشاهدها في الأفلام الرومنسية ، الفتاة الشرقية تتزوج لتصبح جارية ،أم هي أكثر من جارية تتحول إلى "امرأة خارقة"لا يُقبل منها التقصير ،هي زوجة و أم و عاملة ومسؤولة عن كل شاردة و واردة داخل المنزل وخارجه ،من طبخ و غسيل و رعاية كل من في المنزل ، و يجب أن تحافظ على نظافة منزلها لأنها في النهاية هي من سيوجه لها انتقاد بعدم النظافة ، تحافظ على تحصيل أبنائها العلمي ، هي المسؤولة عن الشراء كل مستلزمات المنزل ، يجب عليها أن تعمل بصمت خارج المنزل وتساهم في مصروف البيت،ينتابني  سؤال أين الرجل من كل هذا؟ هل المطلوب أن يعمل خارج المنزل وعند عودته إلى منزله يجب أن يتربع على عرش السلطان ؟ لماذا عندما يشارك الرجل زوجته ببعض الأعباء نصفق له ونشكره ونصفه بأنه "رجل و الرجال الذين يشبهونه قليل"وتلك المسكينة التي تبلي جيدًا طيلة فترة حياتها و لا تسمع كلمة تقدير أو  تجد من يرفع معنوياتها لماذا لا نعترف لها بجهودها ، هل حقا هذا ما خلقها الله لإجله ، كلا فالله لا يظلم أحدًا بل البشر من يظلمون أنفسهم وغيرهم .


سيدي الرجل الدنيا لم توجد لأجل راحتك بمفردك، وحواء لم تخلق لتكون جارية فرفقا بالقوارير .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد