عندما يغيب الوطن

mainThumb

21-10-2014 09:12 AM

من أكثر ما يؤلمني حقيقة وأنا أتصفح أخبار الأردن اليومية، وكذلك أخبار العالم العربي والإسلامي الدامية، أشعر حقيقة بغيبة الوطن وغيبوبة المواطن، وطن نعيش فيه أحلى أيام العُمر، وعندما نفارقه ولو لأيام نشعر بالغربة عنه والشوق للثم ترابه وتنسم هوائه، إذا لماذا يغامر الكثيرون بهذا الوطن؟ فهل يعتقدون أنهم يمكن أن يجدوا وطنا ًآخر، من خلال ما يحملونه من شيكات سياحية،وأموال طائلة في بنوك الغرب الأوروبي والأمريكي؟ هل يعتقد أولئك أنهم لو تمكنوا من ترحيل أطنان من الذهب وبالات من العملات الصعبة سيجدون الوطن الذي فيه يرتاحون...يطمأنون...من أين لهم بهوائه وذكرياته!

الجزم الذي لا يقبل الشك أن الخونة والعملاء يموتون من الداخل، لذلك لا يشعرون بعد الخيانة بأي طعم آخر، فطعم الخيانة ليس له مثيل، ولو تمكن الأطباء من تصنيفه لجعلوه الألم الأشد في الحياة..

الوطن هبة الله تعالى لبني البشر، وكذلك الحيوان طائراً كان أو غيره..ألا يرون أسراب الطيور المهاجرة كل عام، تقطع عشرات الآلاف من الأميال لتعود إلى موطنها الذي ولدت فيه، ونحن نجهل لماذا؟ وكيف لها أن تعرف؟ علينا أن نرسل الكثير من المتنفذين إلى بلاد تلك الطيور، ليروها في أعشاشها البسيطة، وحياتها الهانئة، فقط لأنها في وطنها..

الوطن ليس فقط الحجارة والتراب، الوطن هم أهلك وناسك، عشيرتك وجيرانك، أبناء عمرك ورفقاء طفولتك..الوطن كل شيء، فمن يملك بيع الوطن، يستطيع أن يبيع كل شيء، ومن لا يقدر على مغادرة الوطن لأيام فعليه أن يحافظ على الوطن.

كيف ترضى أن تشبع ويجوع أبناء الوطن؟ كيف تقبل أن يدرس أبنك في أفضل الجامعات بينما تُعدم الكثير من العقول لأنك سرقت مقعدهم ومنحته لابنك المخفق؟ من أين لك أن تجيب على سؤال تراه في عيون الناس لا على ألسنتهم: من أين لك هذا؟....

ستبقى في عيونهم لصاً، أو مارقاً أو خائناً مهما تغنيت بالبطولة والشرف، كلهم سيحترمونك لأجل منصبك وسلطتك...لكنك عندما تغادر سيغادرونك كذلك..تماماً مثل الهواء العادم  الخارج من الطائرة النفاثة، هي تذهب للغرب وهو يمضي إلى لا شيء.....



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد