لا تصرخي . قد مات المعتصم - د . زيد خضر

mainThumb

18-10-2014 10:24 PM

أرسل لي أحد الأفاضل صورة يظهر فيها جندي صهيوني يضرب فتاه مقدسية وهي تصرخ وفي أسفل الصورة تعليق " لا تصرخي . قد مات المعتصم " ، هذه الصورة أهاجت أشجاني وأحزاني ..
أجل أختي : مات المعتصم يوم أن احتل الصهاينة فلسطين ،وشردوا أهلها ، واستولوا على أرضهم ومقدساتهم ، ودنسوا المسجد الأقصى المبارك ،.
مات المعتصم يوم أن احتلت  أمريكا  بغداد واستباحت العراق وأعدمت حاكمها يوم عيد الأضحى ، وهجّرت وقتلت  شعبها ،وظهر " المالكي " وأتباعه ليصبحوا أصحاب البلاد  وسادة العباد ويتحكمون في رقاب خلق الله .
مات المعتصم يوم أن ضرب " بشار "  أهل الشام بالبراميل المتفجرة وقصفهم بالكيماوي ، ودمر سوريا وقتل وهجر أهلها .
مات المعتصم يوم أن انقلب " السيسي " وأتباعه على رئيسهم الشرعي وسجنوه  وأحرقوا المؤمنين الموحدين  في ميادين رابعة والنهضة ، وشوارع القاهرة  .
مات المعتصم يوم أن ظهرت ثورة مضادة للربيع العربي في ليبيا بطلها " حفتر " المدعوم من أمريكا والسيسي بهدف القضاء على ثورة شعب وإعادته إلى حكم الزعيم الأوحد .
مات المعتصم يوم أن سقطت " صنعاء " بأيدي الحوثيين ووقف العرب متفرجون أجل أخيه : مات المعتصم منذ زمن بعيد ، ولم تعد فينا نخوته ، فقد فقدنا – حكاماً ومحكومين - الإحساس بالكرامة والعزة ، لقد أذلنا حكامنا بأن فرضوا علينا الأحكام العرفية ،ولم يعاملونا كبشر من أجل الحفاظ على كراسيهم  : فرفعوا الأسعار حتى اضطر بعضنا أن يعمل في وظيفتين ، فعمل المعلم سائقاً بعد دوامه ، وعمل الموظف في كازية بعد الساعة الثالثة مساءً ، وعملت المرأة ، والأولاد ، وأخذنا نلهث وراء رغيف الخبز وصحن الحمص .  
أما نحن الشعوب فقد دَعونا على حكامنا بأن يذلهم الله ويخزهم ، فاستجاب الله دعائنا  حتى رأينا ساستنا لا قيمة ولا رأي لهم في المحافل الدولية ، وأن عروشهم مهما عظمت وطال أمدها فهي في مهب الريح ، وأن دولة الكيان الصهيوني وأمريكا والدول الكبرى تذيقهم الهوان ليل نهار ويتجرعوه رغماً عنهم ، هذا فضلاً عن استخفاف صغارنا بهم وبحكمهم  ، فهل بعد هذا الذل من ذل ؟ . 
هذه لب القضية أختي المقدسية ، فلا غرابة أن تصرخي ولا من مغيث ، فالمعتصم قد مات وأصحاب النخوة لحقوا به ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
ولكن أخيه يبقى الأمل بتغيير حال الأمة موجودا ، فالله الذي أعز العرب بالإسلام وأخرجهم من جزيرتهم حتى وصلوا أقاصي الدنيا فأشرقت الأرض بنور ربها لقادر على أن ينصرنا من جديد ويعيد لنا مجدنا التليد .
ويبقى الأمل بنصر الأمة العربية الإسلامية موجوداً ما دام هناك رجال مقدسيون ونساء مقدسيات مرابطون حول الأقصى يفدونه بأرواحهم وكل ما يملكون ، ويبقى الأمل موجوداً ما دام هناك رجال في فلسطين يقارعون بني صهيون ، وما دام هناك رجال أشداء يقارعون الباطل والظلم في سوريا ، ومصر ، والعراق وفي كل مكان  فلا تحزني أخيه واصبري فإن النصر آت ، وإن غداً لناظره قريب .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد