تحالف صنع الإرهاب - د. زيد خضر

mainThumb

01-10-2014 09:12 PM

استطاعت الولايات المتحدة الأمريكية أن تجمع حلفائها من الدول العربية والأوروبية وغيرها ، وأن تشكل منها جبهة واحدة تقوم بمقاتلة تنظيم الدولة "داعش " في سوريا والعراق بحجة أن التنظيم حركة إرهابية تستهدف المدنيين فتقطع الرؤوس ، وتحرق ، وتسرق وتنهب ،وتحاسب الناس على الشبهة ..


وبغض النظر عن المبالغات في إدعاءات الحلفاء ،ووجود  أخطاء عند " داعش " التي لا تتفق مع سماحة الإسلام وعدالته ,وعلى الرغم من أن رائحة المؤامرة على الحركات الإسلامية السياسية تفوح من هذا التحالف : فأمريكا تريد أن تحجم هذه الحركات الإسلامية لأنها أوشكت أن تسقط نظام الأسد في سوريا ونظام المالكي في العراق وتخشى أمريكا أن تتمدد هذه الحركات لتصل إلى حلفائها أو لابنتها المدللة " إسرائيل " وبالتالي تهدد مصالحها .


 إلا أنني أرى أن هذا التحالف يؤدي إلى المزيد من العنف والإرهاب ، بل إن هذا يصنع الإرهاب ،إن طائرات هذا التحالف وقواته عندما تهاجم منطقة معينة لا تفرق بين داعش ، والنصرة ، وغيرها من التنظيمات ،فتقتل ، وتجرح ،وتدمر ، فتستفز هذه الحركات وتجعل منها أعداء لها ، فتصبح هذه الحركات دواعش كثيرة والدليل على صحة ما نقول انضمام بعض الحركات في سوريا والعراق إلى تنظيم داعش ، وإعلان جبهة النصرة أنها تفكر في الاندماج مع تنظيم الدولة " داعش " .


 ثم أن طائرات التحالف عندما تقصف منطقة معينة زاعمة أن بها إرهابيين ،تصيب الجميع ، فتقتل المواطنين الأبرياء وتدمر ممتلكاتهم ، فتزداد نقمة الناس على الحلفاء وينضمون إلى داعش وأعوانها لمقاتلة الحلفاء ،والدليل على ذلك أن وكالات تداولت أخباراً عن انضمام المئات من الشباب في سوريا والعراق إلى تنظيم الدولة ، وأن هناك مئات أخرى تنتظر الفرصة المناسبة للالتحاق بداعش . 


ومسالة أخرى  أيها السادة أنه يجري في بعض دول التحالف اعتقال المواطنين على الشبهة حيث تتهمهم أجهزة الدولة أنهم من " داعش" لمجرد أنهم يعرفون أناس يقاتلون في سوريا ،أو أن أجهزة الدولة سمعت أن بعض الشباب يفكرون بالسفر إلى سوريا أو العراق ،والأسوأ من ذلك أن بعض الشباب أخطاوا وذهبوا إلى سوريا وعادوا تائبين فاعتقلتهم أجهزة الدولة فترة ليست قليلة ثم قدمتهم للمحاكمات .


لقد بالغت بعض الدول في الحديث عن قوة وخطر داعش ، وصورتهم أنهم على الأبواب يشحذون سيوفهم لذبح الناس ، ويجهزوا المتفجرات والأحزمة الناسفة ليفجروا المؤسسات الحكومية وحتى المولات والمساجد ،فأصبح المواطنون في اضطراب وخوف وكأننا ننتظر زلزالاً كبيراً أو حتى يوم القيامة . 


أرأيتم أيها السادة : أن هذا التحالف - غير البريء - قد أدى إلى انتشار فكر الإرهاب بل أدى إلى صنع الإرهاب من حيث يعلم أو لا يعلم . 
 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد