في القريب العاجل : داعش اليمنية والمصرية !!!‎

mainThumb

27-09-2014 02:46 PM

  الحملة على الاسلام وعلى المسلمين وعلى العرب هي قديمة ولم تنقطع منذ الأزل ؛ وهذه الحملة لم تبدأ بالرواية القديمة لسلمان رشدي : آيات شيطانية ، وهي لم تنتهي بالرسوم الكاريكاتيرية الساخرة ولا بالفيلم المسيء للرسول عليه الصلاة والسلام قبل عدة أعوام ؛ فالحملة شرسة ومستمرة ومستعرة ولكنها تتنقل ببن السخرية من الشعائر والأحكام الإسلامية وبين الإساءة لمقام الرسول عليه الصلاة والسلام ومكانة صحابته والتشكيك بالمجاهدين في سبيل الله وبالمؤمنين في كل زمان ...

        لذلك فإنني أطالب ذوي الألباب وأصحاب العقول النيرة لضرورة التعقل والتروي وان لا يكونوا كالببغاوات تردد كل ما تسمعه وتنقل كل ما تروجه القنوات الفضائية المشبوهة والمواقع الالكترونية الموجهة وتصديق كل ما ينقله الاعلام الغربي عن المسلمين من مقاطع فيديو  صنعت في دهاليز هولوود  ...

          وأناشد الاخوة القراء والمعلقين بأن يتحروا الإحاطة على الحقيقة كاملة وغير منقوصة قبل أن يبنوا مواقفهم ويتخذوا قراراتهم ، وبأن لا  يصدروا الأحكام لمجرد مشاهدة ردة فعل الضحية فقط ؛ فالضحية قد تبالغ في اللعن وفي الشتم من هول الجريمة وغدر الزمان وقساوة الألم  ...

         فلا تسارعوا أيها الأخوة للعن الثوار السوريين والعراقيين ولشتم المجاهدين والمقاومين للظلم قبل أن يكتمل أمامكم المشهد ، وإياكم أن تشتغلوا بحدة ردة فعل الضحية وتتناسوا المجرمين السفاحين الذين نكلوا وقتلوا وعذبوا حتى أوصلوا الضحية لهذا المستوى المتطرف من ردود الأفعال !

            ولكي يكتمل المشهد في أذهان الجميع فلا بد لنا من التذكير بإن : العراق العربي كان دولة عربية حرة وأبية ومطمئنة ؛ والذي لم يتوانى  عن حماية العرب والدفاع عن حقوقهم ، وشارك الأمة العربية في كل حروبها ضد اليهود المحتلين ، وبقي العراق متهيئا” لليهود المحتلين بعد أن حقق النصر على  الإيرانيين في حربه المريرة والتي دامت لثماني سنين  ...

        لذا إتخذ اليهود وبوش الأب قرارهم بضرورة تدمير العراق وتفكيك جيش العراق بعد توريطه بفخ دخول الكويت في عام 1990 م ؛ ثم جيشوا له الجيوش وجهزوا حلفا كبيرا مطعم ببعض الانظمة العربية الطيعة ، وقام بوش الإب بعدوانه الهمجي والذي نتج عنه استشهاد عشرات الالاف من العراقيبن غالبيتهم من المدنيبن  . ولم يكتفي بوش الإب بذلك وقرر في نهاية تلك الحرب محاصرة العراق بحجة امتلاكه لاسلحة الدمار الشامل ؛ وحاصروه بإسم الأمم المتحدة لمدة ثلاثة عشر عاما” متواصلا ، وتوفي نتيجة هذا الحصار الظالم اكثر من مليون طفل عراقي بسبب المرض وشح الدواء  .


           وفي أعقاب ذلك الحصار الظالم وتحديدا ” في عام 2003 م قرر بوش الابن غزو العراق واحتلاله واستباحته ، متذرعا” بامتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل وملوحا” بجلب الديمقراطية والحرية والمساواة للعراق  ، وسقطت بغداد بسهولة كبيرة نتيجة الخيانات والعمالات الداخلية والخارجية ؛ وسقط بسبب الحرب مئات الالاف من الشهداء العراقيبن  ، وبعد انتهاء تلك الحرب تبين للعالم كذب الأمريكان ونفاقهم وكذبهم في كل ما إدعوه وبأن العراق دولة خالية تماما” من كل أنواع السلاح الشامل ، وبأن الديمقراطية والمساواة وحرية الانسان التي جلبوها معهم هي عبارة عن وصفة لتمزيق وتدمير وتقسيم العراق على أساس عرقي وطائفي ومذهبي ، واكتملت أهدافهم عندما أسلموا العراق لمجموعات من الميلشيات الطائفة الشيعية الصفوية ، عندما تببن للغرب وللامريكان بأن الشيعة هم الإنسب لتنفيذ مشاريعهم المشبوهة في المنطقة العربية ، وبأن الشيعة هم الأنسب لبقاء ودوام اسرائيل في المنظقة العربية ؛ فلا جهاد عند الشيعة حتى خروج المهدي المنتظر من سردابه ، كما يمكن وبسهولة إحتواء الشيعة بإحتواء مرجعهم الديني (المنزه والمطاع ) !!!
         

وبعد تسليم العراق العربي للميليشيات الشيعية تعرض أهل السنة لكل انواع الثأر والقتل والتعذيب والتهميش والاغتصاب وبكل بشاعة وقسوة ؛  فحرقت جثث أهل السنة في الساحات العامة ، وقتل أهل السنة في المساجد خلال الصلوات ، وقطعت رؤوس القتلى السنة ومثل بجثثهم وأمام أعين الكاميرات والجميع ، واغتصبت نساء أهل السنة في المعتقلات وفي السجون الشيعية  ، وقتل عمر وسحل عثمان وحرق معاوية وعذب يزيد في بغداد واستباح بغداد مجموعات من اللقطاء والإغراب ؛ ولعن أبو بكر الصديق وشتمت امهات المؤمنين في الفضائيات وعلى منابر الشيعة ... وكل ذلك جرى  أمام عيون العالم أجمع والذي يدعي التحضر والمدنية ، كل ذلك جرى امام عيون الامم المتحدة والني تدعي الحرص على الانسانية وعلى حقوق الإنسان ؛ كل ذلك جرى أمام عيون الانظمة العربية العاجزة والجاهزة لتنفيذ الأوامر الغربية والأمريكية دون نقاش .

          وتكرر هذا المسلسل الإجرامي في سوريا العربية ، فمنذ ما يزيد على ثلاث سنوات ؛ وسيناريو التعذيب والاغتصاب والقتل الهمجي والطائفي يجري كل يوم„ في سوريا العربية أمام أعين الجميع ، وبلغ هذا الاجرام والقتل ذروته وإوجه يوم قصف المدنيون بالطائرات وبالغازات السامة والكيماوية والبراميل المتفجرة  ... ولكن هذا العالم الظالم التزم الصمت المريب حيال كل هذه الجرائم والمجازر البشعة ، وبقي المجتمع الدولي يناشد ويسوف بعد أن تحكمت به المصالح والإهواء وبقاء سرائيل .

في وسط هذا البغي الكبير والظلم والظلام ؛ وفي وسط هذا التشرد والتخبط وانعدام الأمل ، وفي أتون هذا الجوع والخوف وفي ذروة القتل والمجازر اليومية ، وفي شدة عتمة الليل وفي ظل هذا الواقع المرير فلا عجب إن صمت الجبناء ولكن العجب بأن لا يتكلم العظماء  ، ولا عجب إذا إنزوى المنافقون والمخنثون ولكن العجب إن يتوارى الرجال المؤمنون ...


          توقع بعض العراقيين تحقيق الديمقراطية والحرية الموعودة وفك الحصار وتحقيق الإنفراج والفرج والفرح مع قدوم الاحتلال الامريكي للعراق ، فكان التفكك والجوع والفقر والقتل والظلم والقصف الجوي الغربي المستمر والذي لم ينتهي .

            منذ ما يزيد على ثلاث سنوات والسوريون ينتظرون الفرج والغوث من الأمم المتحدة  ومن المجتمع الدولي فجاء الفرج على شكل ضربات جوية دمرت الثورة والثوار وأنعشت النظام !

        بعد سنوات من المجازر والظلم والاستبعاد والتهميش خرجت داعش العراقية ، وبعد سنوات من المجازر والظلم والاستبداد والتهميش خرجت داعش السورية ... والمسلسل الداعشي لن ينتهي وسيستمر باستمرار الظلم والطغيان والقتل والاستعباد والتهميش في عالمنا العربي والإسلامي ؛ فإن بقي الإستبداد والتهميش والقتل العشوائي وبقي الظلم فإنتظروا داعش اليمنية والمصرية ...... في القريب العاجل  .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد