العالم ما قبل وما بعد الحادي عشر من سبتمبر

mainThumb

21-09-2014 08:58 AM

على هامش ما نرى ونسمع من التحالف الدولي ضد حركة داعش الإجرامية ، والغريب أن من يتحالف ضد داعش اليوم هم أنفسهم من صنعوها وهذا يقودنا في الحقيقية أن نتذكر قبل أيام مرت الذكرى الـ13 لعملية الحادي عشر من سبتمبر أيلول الإرهابية الإجرامية عام 2001م ، التي أودت بحياة أكثر من ثلاثة ألاف مواطن بريء وتركت الآف الجرحى .

 تلك العملية التي لا يقبل بها أي إنسان لديه ذرة من الإنسانية بغض النظر عن الموقف السياسي من أمريكا وتلك قضية أخرى ، ولا تزال أسرار تلك العملية لم تكشف بعد وكيف استطاعت حفنة من الإرهابيين تنفيذ تلك العملية التي أذهلت العالم وحيرتهم وأين كانت الأجهزة الأمنية المتعددة بدولة كبرى بحجم أمريكا ، ولا شك أن التاريخ الإنساني سوف يكتب أن العالم بعد عملية الحادي عشر من سبتمبر أيلول أصبح مختلفا وأن تلك العملية البشعة خلقت تعاطفا مع الولايات المتحدة كانت تفتقره واستغلته أسوأ استغلال ، لتعلن الحرب على ما أسمته الإرهاب وهو عدو مجهول الهوية حتى الآن لأن حروب أمريكا في القرن الماضي والحاضر والحالي هي كلها لمصلحة الكيان الصهيوني كما اعترف الأمريكان أنفسهم ، وتلك الحروب أعطت أرضا خصبة للإرهاب وأن كل الحركات الأصولية المتطرفة والأنظمة العربية العميلة الداعمة لها أو المتحالفة معها تلك التي صنعتها بريطانيا وورثتها أمريكا قد مهدت الطريق وأعطت الأرض الخصبة للإرهاب والإجرام الذي لا دين له من سياستها المتبعة سواء بأمر الأمريكان أو سياستها القمعية من الداخل للمحافظة على كراسيها المهترئة .

لقد استغلت أمريكا تلك العملية الإرهابية لتعلن الحرب كما أسلفت على عدو وهمي وقد بدأت بأفغانستان وأزاحت نظام طالبان الذي كان خارج العصر لتنتقل الحرب بعد ذلك للعراق الشقيق وإسقاط نظامه القومي وفتح الطريق للفوضى الخلاقة ولا زال يعاني منها ذلك البلد العظيم وأصبح كيانات متناحرة ووطن مقسم على ارض الواقع للأسف ، وكان المخطط أن تكمل أمريكا على سوريا وبعد ذلك ليبيا وحتى بعض عملاء أمريكا لم يكونوا في مأمن من مخططها الإجرامي الذي أسمته بالشرق الأوسط الجديد ، ولكن وهذه مشكلة أمريكا أسقطت حركة طالبان كما أسقطت نظام الشهيد صدام حسين ولكنها لم تستطيع أن تقدم بديلا مقنعا ,وافرز الاحتلال وهذا وضع طبيعي جدا مقاومة عنيفة جعلت أمريكا تعيد النظر بمخططاتها وأن تغير سياساتها وهذا ما حدث بعد ذلك في استغلال بما يسمى بالربيع العربي الذي أحرفته عن بوصلته الحقيقية واستطاعت نقله إلى المعسكر الآخر الذي تختلف معه حيث دمرت ليبيا واحتلتها لتصفية حسابات سياسية مع نظام العقيد الشهيد معمر ألقذافي وتركت ذلك البلد العظيم للفوضى ألخلاقه التي طالت حتى المصالح الأمريكية ذاتها ، وقد شهد العالم كله مصرع سفيرها في بنغازي وحاولت استنساخ التجربة ذاتها في سوريا وحتى في مصر عندما ساعدت بوصول التيار المتأسلم لسدة الحكم في عملية سياسية لم تكن مصر جاهزة لها .

إذن عملية الحادي عشر من سبتمبر خلقت عالما جديدا ووضعت تحديات كبيرة أمام الولايات المتحدة والإرهاب الذي ضربها لو افترضنا صحة ذلك وانه من عمل القاعدة وهذه القاعدة ذاتها صنعتها أمريكا , وذات يوم وصفها الرئيس الأمريكي الصهيوني رونالد ريغان وكان بوش الأب نائبا له ويقف على يمينه بأنها أعظم حركات التحرر في العالم وتدافع عن حضارة عظيمة عمرها 1400 عام اسمها الإسلام وبعد أقل من عشرين عاما أصبحت إرهابية ويجب استئصالها وأمريكا للأسف بدلا من أخذ الدروس والعبر من تلك العملية ذهبت بعيدا في حروبها المجرمة حيث دعمت الإرهاب والإجرام في ليبيا وسوريا والعراق وأطلقت عليه ثورات وليس لديها مانع بدعمه حتى في روسيا الأمر الذي يدل أن تلك العملية التي غيّرت مجرى التاريخ ولا تزال لغزا وأسرارها محفوظة خاصة بعد أن تم استغلالها للتنكيل بكل من يعارض أمريكا أو حتى يختلف مع سياستها ودفع العراق وليبيا وسوريا واليمن وأفغانستان الثمن الغالي ، ولا يزال الإرهاب يجد الأرض الخصبة في السياسة الأمريكية المنحازة للعدو .

إن عملية الحادي عشر برأي الكثيرين في العالم دبرتها أجهزة مخابرات متطورة سواء من خارج أمريكا أو داخلها بهدف خلط الأوراق وإعطاء مبرر للحرب المجنونة لخدمة الإرهابين الصهيوني والمتاجر بالإسلام أيضا ولا زالت تلك العملية وربما لعقود قادمة لغزا محيرا من هو الفاعل الحقيقي لتلك العملية الإجرامية ، نقول ابحث عن المستفيد والصورة واضحة .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد