داعش ومؤامرة التقسيم

mainThumb

17-09-2014 09:55 AM

في كل يوم نسمع ونرى قتلا وذبحا ومجازر تمارسها داعش بدم بارد باسم الاسلام، وما تفعله بالمسلمين وغير المسلمين في العراق وسوريا، ولا بد لنا ان نقف للحظة ونتفكر بما يحصل وسيحصل في المستقبل القريب. ولعلنا ندرك ان داعش وغيرها من الحركات التي تحارب وتقتل وتذبح وتسرق الاموال والسلطة باسم الله والدين قد تكررت كثيرا عبر التاريخ العربي الاسلامي، فكانت سبب تدمير وتأخير الامة عشرات القرون. انها حركات استعملت الدين كغطاء لكل جرائمها القذرة لتشويه صورة الاسلام (دين الرحمة والاخلاق والحب والتسامح)، دين البناء والعطاء لا دين الهدم وسفك الدماء.

ولكن لا بد لنا ان نتساءل!! لماذا الان؟ لماذا داعش في هذا التوقيت الفاصل في تاريخ الامة العربية والاسلامية؟ وكيف لنا ان نقاوم هؤلاء القتلة المجرمين؟ ومشروعهم الذي يخدم اعداء الامة ويبقي الشعوب العربية تحت خيارين اما القبول بالذبح الذي تمارسه داعش، واما القبول بالقهر والظلم والفساد الذي تمارسه الانظمة الجاثمة على صدورنا منذ عشرات السنين.

ان داعش ليست الا شلة زعران قتلة تربت على ايدي امريكا واسرائيل وبعض الحلفاء من الانظمة في العالم العربي التي دربتهم بالسر (وانظمت الى تحالف يسمى تحالف محاربة داعش)، وللأسف فان داعش تدربت ومولت من بعض الدولة العربية المتواطئة ضد العرب والعروبة والاسلام والتي اثبتت ولاءها لأمريكا واسرائيل في تسهيل كل المهمات القذرة لتفكيك وتدمير الامة العربية والإسلامية. الم يقل "صموئيل هرتزيل" الماسوني الصهيوني (كي نحقق اهدافنا علينا ان نخلق عدوا فهذا يمنحنا الاسباب للتوسع والسيطرة على العالم ويجعل من قراراتنا شرعية).

فوجود داعش سيمنح الشرعية للأمريكان والصهاينة بقصف واحتلال جميع المناطق وتقسيمها الى دويلات سنية وشيعة وكردية وغيرها. وسيمنح وجود داعش الشرعية للدول الكبرى بإقامة قواعد عسكرية في سوريا والاردن والعراق والسعودية وكردستان بشكل علني وبطلب من الانظمة في هذه الدول.

باختصار ان وجود داعش المصنوعة امريكيا وصهيونيا سيمنح الدول الكبرى الفرصة العظيمة لإعادة احتلال واستعمار العالم العربي وتقسيمه حسب المناطق والديانات والاقليات العرقية. معظمنا كان يعلم ان الشرق الاوسط سيقسم ويصبح دويلات صغيرة كما كانت الاندلس، ومعظمنا يعلم ان الشرق الاوسط الجديد هو مخطط صهيوني امريكي بتواطئ من بعض الانظمة التي عينت اصلا من قبل الانجليز والامريكان والصهاينة منذ عشرات السنين.

ومن جهة اخرى فوجود داعش يعطي الفرصة لطواغيت العرب الجاثمين على صدورنا بضمان استمرارهم وعدم قيام ثورات جديدة ضدهم في بلادهم، لأنهم أصبحوا مقتنعين ان شعوبهم تفضلهم على داعش حيث اصبحت المقولة الدارجة في تلك البلدان (الامن والامان) و (احنا أحسن من غيرنا) (ولا يوجد بدائل).

ولو تفكرنا قليلا لوجدنا ان سنة الحياة والكون هي التغيير ولا يوجد شيئ ثابت الا التغيير والموت. فمن كان يبيت اليوم في قصره محتقرا شعبه لا يسمع صراخهم ويظن ان لن تمسه نار الثورات وغضب شعبه فانه سيرى كيف تنقلب الايام ويغير الله من حال الى حال. ومن كان لا يعقل ان التغيير قادم لا محالة شاء من شاء وابى من ابى فانه كمن أمن الدهر والايام. وكما يقول عبد الرحمن الكواكبي (الظالم سيف الله في الارض ينتقم به ثم ينتقم منه).

اما كيف نقاوم هؤلاء القتلة؟ فان داعش هي اكذوبة كبيرة اصلا، فصلها وضخمها اعلام الطواغيت والماسونية والاستعمار والصهيونية، وعلينا ان نكون على يقين تام ان الدين الاسلامي هو دين الرحمة والاخلاق والحب والتسامح، وهو الدين العظيم الذي يحرم القتل والظلم الخ...... ولا يمكن باي حال من الاحوال ان يكون هذا الدين داعشيا.

وعليه فان مقاومتنا لداعش هي بالإيمان التام بديننا الحنيف، وانهم قوم ضلوا ومارسوا الاجرام باسم الاسلام، فالإسلام ليس دين القتلة المجرمين ومنفذي مخططات الصهيونية بتشويه صورته. والحل الاخر هو: ان تعم الديموقراطية والحرية والعدالة والمساواة وحقوق الانسان وان يتوقف الفساد والافساد ومحاسبة من مارسوه واستعادة المنهوبات والمسروقات.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد