جلالة الملك ينتصر للوطن

mainThumb

17-09-2014 09:25 AM

تدخل جلالة الملك كعادته ، وفي الوقت المناسب ، ورد قانون التقاعد بعد أن توافق مجلس الأمة عليه ، نعم تدخل جلالة الملك وانتصر للوطن والشعب  . لقد ادرك جلالة الملك أن مجلس النواب الذي لم يستوعب الورقة النقاشية  الخامسة التي اطلقها جلالته مؤخراً ، والتي جاء فيها صراحةً بضرورة إعادة النظر بقانون التقاعد ، فتناسى النواب كل التصريحات والتلميحات التي جاءت في الورقة الملكية النقاشية ، وبادروا للسعي بكل سرعة لتحصيل مكسب أخر خاص بهم ،  يضاف الى المكاسب الشخصية التي لم يعد لبعض النواب هم إلا الحفاظ عليها والبحث عن ادوات تساعد في نماءها  .    

                               
إن مجلس النواب والذي أصلُا لم يعد يحظى بتلك القاعدة الشعبية العريضة التي راهن عليها الكثير في بداية انطلاقه ، لقد كان في غالبية قراراته يتخندق خلف أروقة الحكومة بعيدا عن مصالح  الناخبين ، الذين اوصلوهم بأمان إلى قبة المجلس .                  

                                                  
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ، كيف غاب عن ذهن دولة رئيس الحكومة وهو من يصرح دائما عن الضائقة المالية ، وصعوبة الحالة الإقتصادية      للإقتصاد الوطني ، وكيف غاب عليه ايضا أن يرد القانون قبل أن يرسل لجلالة الملك ، الذي ما توانى في رده حفاظاُ وانتصاراُ للوطن وشعبه  .        

     .                                                                                          
وكذلك اقول ، كيف يقبل النواب على انفسهم التصويت بأغلبية لهذا القرار خاصة في ظل الظروف التي يمر بها الوطن ، من ظروفٍ اقتصاديةٍ متعثرة ، وظروفٍ إقليمية مشحونة وغير آمنة ، وهم يعلموا أن هذا القرار سيفتح الفرصة للمتربصين سوءاُ بالوطن ، للإصطياد في المياه العكرة ويطلقوا اهدافهم التي لن تكون اكثر من كلمة حق يراد بها باطل ، بالوطن واهله .


لقد انتصر جلالة الملك للشعب ، بأريافه وبواديه ومخيماته ، ليثبت للجميع أن عين جلالة الملك ترعى مصالح شعبه وأمنه واستقراره ، وأن النواب وإن كانوا قد اخطأوا في التوقيت ، أو في الطريقة ، في حين أن الغالبية من الشعب الذي لا يستطيع أن يجد قوت يومه ، يؤمنوا أن هناك قائداٌ للوطن يعلم دائما متى يتدخل ،  ومتى ينتصر لشعبه وقضاياه ، حتى وإن كان القرار المجحف قد صدر من اروقة مجلس نواب الأمة ، الذين كان الأجدر بهم الوقوف مع قضايا ومصالح الشعب ، في هذه الظروف وليس البحث عن مصالحهم الشخصية والمصلحية .


اخيراٌ انا اعتقد أن النواب والوزراء ، لو علموا كيف تسير حياة اولئك المواطنين الذين يقطنون الأطراف تحديداٌ ، وكيف أن الأغلب منهم من يتقاضى راتب معونة وطنية ، والتي بالكاد تسد رمق العيش ، وأن هؤلاء هم من اوصل بعضهم لقبة البرلمان ، وأن الراتب الذي يتقاضاه النائب والوزير شهريا ، وراتب التقاعد الذي طالب فيه النواب والوزراء مدى الحياة هو رقم قد يقضي بعض المواطنين في الأطراف سنوات وهو يسدد به ، هذا في حال أنه استطاع الحصول عليه كقرض .


في النهاية شكرا لجلالة الملك الذي رد الحياة للمواطن حين رد قانون التقاعد ، وانتصر جلالتهُ للوطن والشعب .                                                                                                                                                              



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد