المسؤولية المسؤولية - هاني طاشمان

mainThumb

16-09-2014 10:41 PM

قد نتساءل في أحيان كثيرة.... ما هي المسؤولية ؟ هل أن أكون في مكان صنع القرار؟ هل هي القيادة والتأثير في الناس؟ ..... هل هي تحمل عبء العمل مهما كان وبأي طريقة؟  هل هي فن الخطابات بالناس والتأثير فيهم .... أم ماذا؟

ولكنني لا أجد إلا إجابة واحدة دائما المسؤولية هي:-  المسؤولية المسؤولية ببساطة هكذا أعرفها، وهذا يعني أن أكون مسؤولا عن كامل تصرفاتي في البيت .... في العمل .... في الشارع .... فكرا وقولا وعملا لا مجرد خطابات وأقوال وشعارات جوفاء .... وأن تكون تصرفاتي وسلوكياتي أينما كنت منسجمة مع ذاتي لا تناقض فيها

لهذا فإنني أتساءل مرة أخرى.... متى يكون الإنسان مسؤولا حقا عن أقواله وأفعاله..... وهنا تكون الإجابة واحدة .... عندما نبني البشر قبل بناء الحجر.
علينا ببناء الإنسان وتحصينه بالخلق الرفيع والمعرفة الصالحة والعلم النافع وحب الجميع، وعندما يكون الإنسان صاحب مبدأ ويحترم مبادئه في كل زمان ومكان....
فهل فعلا وصلنا إلى درجة بناء الإنسان في مجتمعنا؟!

دعونا نلقي الضوء قليلا على الجدل الذي انتشر في الأوساط الرسمية والشعبية... حول قرار مجلس الأمة بشقيه الأعيان والنواب بالموافقة على منح أعضاء المجلسين رواتب تقاعدية. والعيب في ذلك ليس الراتب التقاعدي الذي هو من حق الموظف مهما كان في الحصول على راتب تقاعدي.... ولكن دعوني أتساءل مرة أخرى:
هل النواب موظفي دولة؟ ويقتطع من رواتبهم لصندوق التقاعد أو لصندوق الضمان الاجتماعي؟  وإذا اعتبرنا جدلا أن النواب موظفون .... وانه يقتطع من رواتبهم لصندوق التقاعد أو الضمان، فهل يعقل أن يمنح راتبا تقاعديا مدى الحياة لمجرد خدمته لسبع سنوات أو أكثر؟!
ماذا نقول للموظف الذي يعيل عائلة كبيرة وخدم بجده وتعبه مدة ضعف هذه المدة وقانون الخدمة المدنية يحرمه من الحصول على التقاعد، فأيهما أولى بالحصول على التقاعد الموظف الذي خدم لمدة أربعة عشرة عاما مثلا أم الشخص الذي خدم سبع سنوات فقط؟
أليست هذه مخالفة قانونية ودستورية, فإذا منح النواب والأعيان تقاعدا لمجرد خدمته سبع سنين أصبح قانونيا أين يمنح أي موظف خدم لمدة سبع سنوات أو أكثر أن يتقاضى راتبا تقاعديا.  وهنا تكون الكارثة.. فأي اقتصاد في العالم سيتحمل هذا العبء؟!

وهنا تكمن المسؤولية المسؤولة وأعتقد أن أي من النواب أو الأعيان الذين نادوا بهذا المشروع أو صوتوا لصالحة أجزم وأقول بأنهم لم يكونوا مسؤولين أبدا عن قرارهم ووجب عليهم مغادرة موقع المسؤولية الذي هم فيه
ونقول لجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين الذي وضع النقاط على الحروف ورد هذا القرار إليهم، شكرا فثقتنا بكم يا سيدي هي مكان اعتزازنا بكم وبالأسرة الهاشمية التي تضع المصلحة العليا دوما في المقدمة،هذا الموقف سيسجله التاريخ بحروف من ذهب لكل الأردنيين الشرفاء، فكل الحب والتقدير والولاء لعرشكم الكريم أدامكم الله ذخرا لهذا الوطن كي يعيش المواطن بكرامة وكبرياء في ظل حضرتكم الأبية. ودمتم سيدي دمتم.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد