ضياع هيبة المعلم و نتاج التعليم .. خريف التنمية ! - هدى الحنايفه

mainThumb

31-08-2014 10:39 AM

عندما  تصبح أمانة التدريس موضع شك و المناداة بالحقوق علامة للكفر في نظر البعض، نسأل عن تردي العملية التعليميه، و نستحضر عهداً مضى تربع الإحترام حرم المدرسة رابط متين بالوقار و الألفة بين المعلم و الطالب، برغم بدائية الأدوات آنذاك الا ان المخرجات سجلت بصمة فارقة في تنمية الوطن، فما الذي تغير؟ .

 نرى اليوم صورة قاتمة  كأننا في حالة حرب تكسرت على جنباتها بعض القيم، فكم صادم الإعلان عن 100 الف طالب لا يستطيعون القراءة و انباء عن حوادث الإعتداء على المعلمين، سواء أكان سبب المشكلة محض تَبلي الطلبة او نزق يعتري نفس المعلم ، و يغص السؤال برسم الإجابه حول عدم مبالاة الأهل بتصرفات أبنائهم ، فلما يبعثون ابنائهم الى المدارس.؟

ما الذنب ذنبنا، في الهرولة لنيل أمانيهم "هيبة المعلم و علاوة الطبشوره"،كان لسان حال اغلبية المعلمين في المملكة، قابلها ردود ساخطة عبر مواقع التوصل الإجتماعي"الفيسبوك"لمواطنين اعتبروا الهيبة أسمى من مطلب العلاوة  و يصنعها المعلم نفسه، اما الثانيه فإذا ما انصهرت براحة المعلم دلالة لجده، و  لا تقتضي  أجر خاص.


بقينا في المربع الأول و هاقد دخلنا موسم جديد  دخل فيه ما ينوف عن مليون و 800 الف طالب مدارسهم ،موسم يكشف عام تلو عام خلل يشوه العملية التعليمية خريف التنمية ، بسبب ضعف القدرة على  المواءمة والتطور مع مجريات العصر، أمام جيل جديد إعتاد الرفاهية ..مدمن حد شرود الذهن التكنولوجيا الرقمية و معلمين محبطين ، وتوجهات ترجح كفة ميزان على اخرى على غير هدى، مع غياب دور المرشد التربوي في هذا الزمان، الملهم والمؤثر و الموجه، ولن اعرج على أهمية الإذاعة المدرسية التي تشكل رابط وجداني حساس.

 يعزي بعض المعلمين السبب  لضيق العيش المادي الذي اغرقهم في الديون ليؤمنوا شيئأً من كرامة العيش لأبنائهم و يخرج  البعض منهم ليوجه اللوم  صراحة الى مبادرات التعليم الملكية التي ساقت الجيل الى خلط في الفهم لحريه التعبير، على حد تعبيرهم!

بدورها تسلط الضوء دكتورة علم الإجتماع "خلود المراشدة" مجملة الأسباب لعدم وجود تقييم دوري أو  خطة وطنيه للتعليم و الإعتماد على اجندات خارجية خاصه لذلك ، الى ما اسهمت  كثرة المبادرات الفاشلة من  النظرة السلبيه للمعلم و هزت مكانته، و اتساع الشرخ التعليمي برأيها  كان للتقصير في تدريب و تأهيل المعلم ذاته ، إضافة للتغير بمنظومة القيم في المجتمع دون الإنتباه للآثار المترتبه عليها.

ثلاثة اعوام على النقابة، وكثير من انتقد انشائها لما قد يشوبها من تهم حزبيه ضاغطة، لكنها كانت خيط الأمل الوحيد الذي علق معظم المعلمين آمالهم به لنيل مطالبهم على وتيرة اضراب ، بغياب حكمة مؤسسية لوزارة التربية و التعليم كان الاجدى أن تبادر من مبدأ اخلاصها  الوطني لتنتشلهم و تصوب  الأوضاع ،لتغني عن تلك النقابة،  بمنهجية واعية، بدل ان تدخل في مهاترات معها كحال "الضراير"و اكثر،  لنيل مكاسب للمنصب لا للوطن و مصلحة ابنائه، نكرس بأيدينا لأفول الحضارة..!

كل ذلك جعلنا نفتقد أشياء كثيرة تهذب النفس وترسخ في الذاكرة  عذوبة اللحظات و الكلمات والمقصد الحقيقي من العملية التعليمية بحد ذاتها ...نبصر  محاور شائكة تذوب على حدودها الحلول المنطقية، تكاد تنسف كل جهد بناء في زمن لاهث نحو فكر يانع، نبصر حس الحضارة على عتبات الغياب..فمتى ننهض لأجل اردننا الحبيب، ننهض بنسيجنا الأردني الأصيل لنسند عماد  البيت "التعليم" عسى أن نتذكر بأننا على بعد بضع الاف من الكيلو مترات فقط من انتشار مروع للجاهلية و الإرهاب .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد