أنقذوا أبناءنا - هاني طاشمان

mainThumb

26-08-2014 01:04 PM

نداء ...... إلى القادة التربويون.... أنقذوا أبناءنا

إلى كل الأخوات والأخوة من الزملاء المعلمين المضربين عن العمل احتفالا واستقبالا بالعام الدراسي الجديد

والى كل معلمة ومعلم سواء كنتم مؤيدين أو معارضين للإضراب أقول:-

       سنوات عديدة انقضت على زوال قيمة المعلم ومكانته المجتمعية ودوره المحوري في إعداد النشء للحياة ولا احد يعرف إلى أين تقودنا عربة التعليم.... ما الذي نريده من الطالب وما الذي نريده من المعلم وما الذي نريده من أولياء الأمور... وما الذي نريده من وزارة التربية .... وأخيرا...  ما لذي نريده من نقابة المعلمين ؟

   ولكننا ندرك ونجمع جميعا أن هذه العربة تقودنا إلى المجهول ... خاصة في غياب الرؤية الواضحة لفلسفة التعليم في الأردن... التي يقودها قطبين.... احدهما يخص المعلمين والذي يجر العربة باتجاه التسييس وسياسة الحزب الذي يسعى بكل قوه للسيطرة على النظام التعليمي لأنها هي الطريقة الأسهل في تجييش النشء لمبادئ الحزب وقد رأينا خلال الـ 20 سنة الماضية كيف تغيرت المناهج وكيف لغمت بالكثير من الأفكار التي تركز على الجانب الديني فقط وإقحامه  بجميع المناهج من اللغة العربية والعلوم والاجتماعيات والتربية المهنية وما إلى ذلك... مع إهمال للجوانب الأخرى لشخصية الطلبة واخص بالذكر الجوانب الإبداعية والفنية بحجة أن ذلك يتنافى مع القيم الدينية.... مما نتج عنه جيل غير متوازن بشخصيته وبأفكاره ومبادئه وقيمه وخير دليل على ذلك مخرجات التعليم التي نشاهدها فكم هي محبطة وفقيرة ولا يمكن أن نتجاهل ذلك... أو نخفي ذلك.... فهنا مشاجرة ...وهناك حقد وكراهية .... وأخرى تطرف .. وما إلى ذلك

   والقطب الآخر يخص القيادات التربوية من مستوى أعلى ... يجر العربة إلى العالمية ... يستقطب أفكارا من دول أوروبية ومن أمريكا ويريد تطبيق ذلك هنا ..... ناسين أو متناسين أن لكل مجتمع خصوصية فكرية وثقافية... فليس كل ما يناسب مجتمع هناك أن يناسب مجتمع هنا.... مما نتج عنه جيل بعيد عن واقعه وقيمه ... مما نتج عنه فجوة كبيرة بين الطالب ومحيطه الذي يعيش به... وهذا الجيل بالتأكيد لديه من عدم الثقة بالنفس الشيء الكثير

   ويبقى الحل الأمثل باعتقادي.... أن نعود إلى مناهجنا الدراسية أيام الستينات والسبعينات وحتى منتصف الثمانينات من القرن الماضي ...ونستقي منها العبر فكم كانت هذه المناهج متوازنة.. وكم كانت مخرجات التعليم فيها قوية .... كنا نباهي فيها دول العالم .... عندها كان المعلم عنوان في المجتمع ومعادلة يحسب حسابها في كل المناسبات والمواقف ....

  أليس هذا هو المعلم الذي نريد؟!
المعلم الذي يبني الإنسان ... هذا الإنسان الذي يبني ويشيد المنشآت العلمية والثقافية والاقتصادية.... الإنسان المعتمد على النفس ..... الإنسان المنتج .... الإنسان المسلح والمحصن بمجموعة كبيرة من القيم المجتمعية والإنسانية الايجابية

      وهنا اسمحوا لي أن أناشد وزارة التربية... أن تكون وزارة تربية بالأصل لا وزارة تعليم فقط ....وأن تعمل على تنقيح الكتب والمناهج الدراسية مما اعتراها من وهن وتستأصل الأفكار المتطرفة التي تدعو إلى الحقد والكراهية وتغرس مكانها قيم التسامح والمحبة والتعاون وقبول الآخر ....وأن تعمل على إعادة  تدريس الفن والموسيقى والتربية المهنية وإضافة العمل التطوعي كمتطلب لتخرج الطلبة من مدارسهم وإعادة الأنشطة اللامنهجية..... هذه الأمور مهمة جدا من شخصية الطالب لا بد لمناهجنا من مراعاتها

   وأناشد المعلمين بالعمل المخلص وان يكونوا القدوة الحسنة وتربية الأبناء تربية متكاملة متوازنة مع ذاتها ومجتمعها لنعد إنسان المستقبل الذي يقبل بالحرية والتعددية ويحترم الجميع

   وأناشد أولياء الأمور تربية أبنائهم على احترام المعلم وتبجيله واحترام كبير الأسرة من الآباء والأجداد وحتى الجيران من كبار السن وغرس القيم التي تدعوا إلى الاحترام بين أفراد الأسرة والمجتمع المحيط

   وأخيرا أناشد نقابة المعلمين .... النقابة التي انتظرنا ولادتها عقود كثيرة ... أن تكون نقابة حرفية لا نقابة دينية متطرفة بأفكارها غير متزنة بأفعالها.... أن تتقي الله أولا... وأن تدرك الفساد الذي تقوم فيه منذ بدء نشأتها .... نريد من النقابة عقد الدورات التي تعمل على رفع كفاءة المعلمين .... وخدمة المعلمين بمشاريع إسكانية وتعليمية... ترسم الخطط بعيدة الأمد في توفير خدمات يحتاجونها ... كي نضع المعلم في بيئة حاضنة له توفر له الاستقرار والرقي.... ويكفي أن نقول بأنه لو دققنا بالمبالغ الهائلة التي تصرف من تعب وعرق المعلمين تذهب في أمور لا تعود على مشتركي النقابة بالنفع

        عندها... نكون قد نجحنا في رسم مستقبل أولادنا وبلادنا.... ونكون مجتمعا محترما أمام الجميع هذا هو النجاح الذي نسعى إليه.... الوصول بأبنائنا إلى أعلى درجات الاعتماد على النفس والاحترام والتعاون وتقدير العمل والصالح العام



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد