إليك اللائحة المُتّهمة بتعزيز الصداع النصفي

mainThumb

21-08-2014 07:46 PM

السوسنة - هل تعاني ألماً شديداً في الرأس مُصاحباً بأعراض أخرى مزعجة تمنعك من ممارسة أعمالك اليومية؟ ماذا لو أشار ذلك إلى الصداع النصفي (Migraine)؟ ما أسبابه وعلاقته بالشقّ الغذائي؟

 
غالباً ما يعجز الإنسان عَن التمييز بين آلام الرأس العادية والصداع النصفي المعروف أيضاً بداء الشقيقة. وفي هذا السياق، أوضحت إختصاصية التغذية أندريه غانم حدّاد لـ"الجمهورية" أنّ "أوجاع الرأس الطبيعية تحدث من فترة إلى أخرى وليس بانتظام، وتُعالَج سريعاً من خلال أخذ الدواء، أو الراحة، أو تناول الطعام... أمّا الصداع النصفي فهو عبارة عن ألم شديد في الرأس قد يحصل أحياناً على جهة واحدة منه ثمّ يصل إلى منطقة العينين ويستمرّ من أربع إلى 72 ساعة".
 
كذلك يُمكن أن يزداد الوَجع في حال بذلِ مجهود إضافي، ويترافق مع ضعف في الذاكرة، وغثيان وتقيّؤ، وحساسية على الضوء والأصوات الصاخبة والروائح القويّة، فضلاً عن آلام في اليدين والرجلين وتعب شديد. وأشارت إلى "وجود مرحلة تسبق هيمنة الصداع النصفي كلّياً، حيث يعاني الانسان تقلّبات المزاج وفقدان الشهيّة زهاء 24 ساعة قبل بدء الوجع".
 
أسبابه ومُحفِّزاته
 
وعن أسباب داء الشقيقة، قالت أندريه: "إنّ العلماء في صدد البحث المنتظم عن الأسباب الرئيسة وراء هذه المشكلة، لكنّهم يُرجّحون أنّها تحصل بسبب تدفّق مادة "السيروتونين" التي تسبّب تشنُّجاً في الأوعية الدموية ما يؤدي إلى تضييقها. وعند إرسال الإشارات من أجل توسيع الأوعية مجدّداً، فإنّ هذا التأثير يؤدّي إلى الصداع النصفي".
 
وكشفت "وجود أسباب عدّة تحفّز ظهور الصداع النصفي، غير أنّها تختلف في نوعها وحدّيتها من شخص إلى آخر: العوامل العاطفية (القلق والضغط والتوتر والصدمة)، العوامل الجسديّة (التعب وقلّة النوم والسفر لمسافات بعيدة والضغط على العنق والكتفين وتغيّر الهورمونات كمرحلة انقطاع الطمث)، العوامل البيئية (التدخين والأصوات الصاخبة وشاشات التلفاز والكمبيوتر والروائح القويّة)، العوامل الطبية (تناوُل بعض الأدوية المنوّمة وعقاقير الهورمونات وحبوب منع الحمل)".

الشقّ الغذائي
 
وأردفت: "إضافة إلى هذه العوامل، وجد الباحثون أنّ الشقّ الغذائي مرتبط بدوره بداء الشقيقة، حيث إنّ اتّباع حمية معيّنة خصوصاً إذا كانت قاسية وعشوائية، وكذلك تعرّض الجسم للجفاف، والصوم أو البقاء بلا طعام وقتاً طويلاً وحذف الوجبات الرئيسة، وحتّى استهلاك بعض الأطعمة، كلّها عوامل يمكن أن تزيد احتمال التعرّض للصداع النصفي". وتابعت: "وفي هذا السياق، أكّدت بعض المنظّمات أنّ اللحوم بمختلف أنواعها (خنزير وبقر وغنم)، والبيض والحليب ومشتقاته تحفّز الصداع النصفي".
 
كذلك توجد لائحة أخرى من المأكولات، ولكنها بالتأكيد تختلف من شخص إلى آخر، ما يتطلّب مراقبة ذاتيّة للتأكّد من نوع الطعام الذي يسبّب الإزعاج، ومنها:
 
- جبنة الروكفور والتشيدر والماعز...
 
- اللحوم المقدّدة كالهوت دوغ والجامبون والسلامي...
 
- الفاكهة الحمضية كالليمون والحامض والغريب فروت...
 
- المأكولات الدسمة والمقليّة.
 
- الشوكولا والمكسّرات والبوظة.
 
- مادة الـ «Monosodium Glutamate» المُضافة إلى بعض الأغذية من أجل تحسين مذاقها خصوصاً المأكولات التي تحتوي الملح كالشوربة المعلّبة والتشيبس واللحوم المصنّعة والوجبات السريعة...
 
- ثمار البحر والبندورة والفول والقمح ومنتجاته (الخبز والمعكرونة).
 
- المشروبات التي تحتوي نسبة عالية من الكافيين كالقهوة والشاي والمشروبات المنشّطة والصودا، وفي الوقت ذاته السوائل المنزوعة الكافيين.
 
- الكحول خصوصاً النبيذ الأحمر والبيرة.
 
- مادة الأسبرتام وغيرها من المُحلّيات الصناعيّة.
 
- بعض المواد الكيماوية كالـ"تيرامين" (أجبان الروكفور والتشيدر...)، الـ "فينيل إتيلامين" الموجودة في الشوكولا، الـ"أوكتوبامين" المتوافرة في الفاكهة الحمضية، والـ "إيستامين" (النبيذ الأحمر والبيرة). 

التشخيص
 
وشدّدت أندريه على "ضرورة أن يتأكّد مريض الصداع النصفي إن كان الطعام الذي يتناوله يحفّز ظهور المرض فعلاً. والمطلوب منه إذاً تناول طعام من اللائحة المذكورة بكمية جيّدة لمرّة واحدة كلّ يومين. وإذا ظهر الصداع النصفي، عليه استهلاكه مجدّداً في الأسبوع الذي يليه للتأكّد من أنّه عرضة للصداع النصفي فعلاً. وفي حال تأكّد من ذلك، فعندها يُدرك أيّ مادّة تضرّه، فيحذفها من نظامه الغذائي".
 
ولفتت إلى أنّ "هذه الطريقة تستغرق بعض الوقت، لكن إن كنت تريد الحصول على نتيجة أسرع، يمكنك الخضوع لاختبار متوافر عند إختصاصيّي التغذية يُعرف بالـ"Food Intolerance Test"، حيث نَأخذ نقطةً من دم المريض ونضعها على الآلة، وبعد مرور زهاء 40 دقيقة تعطينا النتيجة التي تظهر أنواع الأطعمة التي يُعاني حساسية عليها".

تدابير مُهدّئة
 
وعن سُبل العلاج، أفادت أندريه: "صحيح أنّ العلماء لم يتوصّلوا حتّى اليوم إلى دواء يقضي على المرض، إلّا أنه يمكن اتباع بعض الخطوات الفعّالة لتقليصه:
 
- ممارسة الرياضة بعدما أظهرت الدراسات فاعليتها في تحقيق ذلك، شرط أن تكون خفيفة أو متوسّطة مثل تمارين الأيروبيك والسباحة والمشي وركوب الدرّاجة الهوائية.
 
- شرب كمية كبيرة من الماء لتعزيز الدورة الدموية في الشرايين.
 
- خفض التوتر قدر الإمكان.
 
- تناول الوجبات الرئيسة في أوقات منتظمة.
 
- النوم والإستيقاظ في أوقات منتظمة.
 
- استهلاك الحبوب والمنتجات الغنيّة بالألياف كالفاكهة والخضار بما أنها قد تؤمّن الراحة للمريض.
 
- يمكن لمادة الكافيين أن تعطي آثاراً مُريحة عند البعض، لكن بالتأكيد يجب استهلاكها باعتدال.
 
- تناول النشويات كالأرز والبطاطا والخبز، لكن في حال الانزعاج من القمح يُستسحن تفادي خبز القمح واستبداله بالشوفان.
 
- تذويب ربع ملعقة صغيرة من بودرة الزنجبيل في كوب من المياه وشربها، فقد تبيّن أنّ لهذه المادة آثار مهدّئة للصداع النصفي.
 
- ضمان جرعة جيّدة من الكالسيوم المتوافر في الحليب ومشتقاته. أمّا في حال التحسّس عليه، يمكن تناول مصادره الأخرى كالسبانخ والساردين والأطعمة المدعّمة به (رقائق الذرة وحليب الصويا.. .)".
 
المراقبة الجيّدة
 
وأنهت أندريه حديثها قائلة: "صحيح أنّ لائحة الأغذية المتّهمة بتحفيز الصداع النصفي طويلة، لكن هذا لا يعني أنّه يجب تفاديها كلّها إنما المطلوب تحديداً أن يراقب كلّ شخص ردّات فعل جسمه عقب تناوله الطعام. فما يزعجك لا ينطبق بالضرورة على غيرك".الجمهورية


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد