النشرة الدَّادائيـــة لهذا اليوم - رجاء المكحل

mainThumb

01-08-2014 04:28 PM

تطوراتٌ هامة متسارعة تلكَ التِّــي تَعصِفُ بالشـــرق الأوســط ،وكم هائل من الأخبار يتدفق عن عدد الضحايا والجرحى، والعنوان الأبرز دولاب الصَّدمــة و أبعاده الانسانية ،و عناوين أخرى الابادة للأطفال ، فما أشقــى العرب !

انطلاقاً مــِن ذلك ، أعين المشاهديــن نُصِبَت و ابتلعوا تحميلة من نوع الصدمة على ما حدث و يحدث على أرض غزة  عزة العرب .

إنَّهُ الوطــن العربي و الذي توحَّد مع أبطال  و ضحــايا أرض غزة ، فوصل لأعلى التَّطــورات الحُرقة الانسانية ، حيث بات الافطار الصباحـي بصري مشترك ، وأثير جماعي، وصل معه إلى مستوى ما فوق الاشبـــــــــاع من مناظر الدم عبر مستويات التحديق و قســـــوة المشاهدة .

حيث وجـدْنا أن المشاهدين من المواطنين امتلأت بطونهــــم حرقة من حرقة، طوال ساعات النهار ، و يستمر هذا المنوال على مـــدار اليوم في ارتفاع ملحـــوظ بمستويات الحرقة إلى ما بعد الاشباع ، عبر متابعـــة المقالات بكل المواقـــع الالكترونيــــة عن عدد القتلى أو الشهداء ، أو عبر التغذية البصرية لكل مناظر التشويه الغرائبيـــة ، و حرفيـــة التمزيق لكيان الجسد الانساني من تلـــــذذ اجرامي، و هذا ما نُقِلَ من أرض الواقع، و الأرض قريبــــة متوحدين فيها بجغرافيــــة القلب و الطيـــن ، هذا ما كنا لنراه إلا بأفلام الرعـــب (الزومبي) ، و باختيار المُشاهِـــد بانتقاء مزاجه الشخصي ، خاصة من فئة المهوسيــن بمتابعة أفلام الرعــب والخيـــــال ، كحالتي أنا - مقدمة النشرة -، مع تزامن الاستحضـــار المسبق المبني على توافـــق القنــــاعة بيــــــن الوعــي واللَّاوعـي في عـــــدم التَّصديـــــقْ للأفلام .

وضمن البرامج الاخبارية ، و على المدى البعيد ... سنوافيكم بخروج صور الصدمة من بلورتها العربية بشكل موسع أكثر ، يرويه واقع مُسْتَقْبَلُنا العــــربي القــادم ، و المرجعية الأولى ستكون من حظ هــــذه النشرة .

لنعود معاً لموضوع الصَّدمــة، إن كل شي ليتشكل يبدأ بصَدمة، ذات الحياة تبدأ فينا بصدمة الهــواء لحظة أولِ تنفس ، وهي الصدمة الاجبارية، فيأخذ اللاوعي عنا فيما بعد مهمة التنفس ، فعلى ماذا نكترث ؟

و نأتي هنا إلى دور العنوان الأبرز دولاب الصَّدمة وأبعاده الانسانية :

تترامى تجارب الحياة على دولاب الصدمة ، و تدور حركة الدولاب بسرعة تتســـــاوى مع مستوى الاستيعـــــــاب للصدمات ، فاما التعطيل التام -أي الرفض التام- لتوالي تكرار نفس السـبب لتحريك هذا الدولاب و إن كان أساس حركته للحياة ، و اما الرضا بالمنوال لنفس نوع الصـَّـدمات .

أنـــــواع الصَّدمـة : صـدمـة المَشْهَد ، و صـدمة التَّجْــربــة .

يعلن المــواطن العربي عن تفاخره المورَّث مع كل مناسبة ، ووسط متابعته لهذه الشلالات الدمويـــــــة غابت عنه هذه الميزة ، تساوى الجميع بالكشف عن مستوى الهزيمـــــة ، فلجأ لتكرار المشاهدة العقيمــة، و مؤازرة الكفة الراجحة بالفــوز بلحظة قرار تشجيعــه لأي شي تم اختيــــاره بصـــرياً ، فجاءت المتابعــة حقا  عميقـــة و نتائجها فعليا  عقيمـــة ، فبرغم تواجــــد هذا الطبع الموَرَّث - الفشخرة - لم يُجَشِّــع بالمتابعة العميقـــة للفريق القوي ألا و هو الكيـــان الصهيوني على نحوه الارهــــابــي ، و نشمل هنا المتابعين العرب من الأطفال ،والنساء ،و الشباب ،و الرجال،و الكبار ، وعليه تم ابتلاع الصَّدمــــة بجـــــــــدارة معطيــــات العنف .

وَقَفَ المواطن العربي على لحظة صدمة المشهد ، فغاب في الدعاء وجمع المساعدات ، ومن ثم تحليل أصول المشهد ،و استنكار دوافعه، و التكهــن بنتائجه ، و التـــرقب لموعد النهاية ،و ترسيخ رأس الحلول بأصابع اللاَّحلـــــول عبر المسيرات وتكبيــــره بكل النداءات دون مجيب..

فماذا يخبئ لنا جــــــوف المشاهد -المواطن - العربي الذي اعتاد على مشاهدة شـــلالات الدم وتكافؤ فهمه بالوعـي واللاَّوعـي على أن المشاهد هذه المرة واقعيـــــة ، لتُجْرى عملية النَّمـْـذَجَة بذاكرته، بناء على شواهده من الحواس وأهمها البصر ودورها بترسيــــــــــخ مفهوم سرعة وقـــوع الجريمـــة ، و دوام الحرية بقبضة المجرمين ، بلا محاكمـــــة ،هذا ما سيبث على مدى الأيام القادمة من جــــرائم محلية ، و تفريغ المحاكمات العقلية الفردية بحكم تنفيذ العقوبـــــة على ذويهم ، سيكون اطارا أسود بالمقـــــالات عن ارتفاع نسب الجرائم بالبيــــوت بشكل يفوق السابق ، مع التَّبَحُر بايجاد حلول للسبب اللَّاتقليــــــدي إلى الآن ، و هو توريث ما ذكر في ذاكرة الجينـــات ، لتُخفي خطوط بصمتنا سر جرائمنا التي لن تعـــرف الحـــدود أو حتى موعد النهاية.

إلــــى هنا كان موجـزنا الـدّادي عـــن حـــركة دولاب الصَّدمة من مشهـــــد لا ينتهي.

لننتقل الآن ، إلى عرض صِــــدمة أداء التجــــربة فتَّشْنا عن امكانيـــــة وقوع صدمة التجربــة على أي بلـــد عـربـي؟ وكانت النسبة صفر في كل البـــلاد العـربيـة ، بل و بمــؤشـراتهـا الاجتماعية السلبية .

إنَّ صدمة التجربة الحقيقية بعنوان الحياة ، لم تولد شَهْقَتُها بعد.

فردود الأخبار توحدت على التعاظم بالتعاطف ، و على عدم تأدية الفعل الجدير بالحكم فاستمر الصمت العربي مع استثناء الهاويين بالمؤامرة ،و هذا الرضا بمشاهدة اللاَّتقليدي من واقعنا المرئــــي بصمت ، أصبح ظاهرة عامة ساهمت في الكشف عن أصل حقيقـــة السبب وهو في المورثـات الجينيـة المُجنَّدَة، فالمشاهد السابق لم يبتلع صدمة التَّجربــــة الفريـــدة بالحيـــاة ، و مات ، و وَّرث مولوداً مثله ، يكمِل عنه ما خاضه بواقع تجربته المريـــرة المبنية على غرق التفكيـــر بالجهد الذاتــــي نحو زيف ثمرة الحياة ، و مازالت البصمــــة العربية الخاصــــة مـُـزيفــــة على الدوام لعنوان الحياة رغم سلسلـــــة نشاطاتـــــه !

إن هذا السَّبب عرفته الجينـــات المدربَّـة علـى شاكلية ثابتـــة ، مألوفة بالفهم ،و مألوفة بايجاد طرق الحل كمن سبقها، فحَمَل المألــــوف نفسه على نفسه ، وكرر نفسه بنفس مستوى الفهـــــم الموَّرَث و بصرياً ليتوحــــــد السلـــوك المشهــــود له بالصمت أو المــــؤامـرة من البعض .

صــــدمة المشهــــد حصرياً ، لم تُظهِر إلى الآن أي خبر عن جينـــــات مورَّثة حامِلة لأداء التجربة على أرض الواقع في العالـم العربـي، و ما زالـت تتبلـور الردود العامـــة والمرئيــــة دون خوض التجربــة ،و دون التَّجــــرؤ على ابتـــــــــلاع أجمل صــدمة بالحياة ، تجربـــة العــزة .

فهل تَتَشَوه جينـــــاتنا فجأة؟ و تنفلق عن الوراثة لتنفجر ، معلنةً خطـــوة تغييــر تَلَــقي الصدمــة البصـريــة لنحمل أداء التجربـــة ويترتب عليه توارث شكـــــل الجينــــات لجينات عـــزة ؟ هـذا ماسنــراه بالنشرة القادمـــة...إنْ بَقِيَ فينا نبضٌ قادر على تقديـــم أي نشرة ...

أما فيما ينتزع منا كشهقـــات للروح بكـل مشهـــــد أحرزه الفكـــر المتصهيـــن الارهابــــــي من ابادة مشـــــروعة لعيون الطفـــــولة و المحمـــــولة على شفاه الرضا الدولي ، جاء تحقيقــاً لهدف الانقــــــراض ، فما أشقــانا نحن العرب بمسلسل جماعي مفهـــوم بلهجــــة البَيَــــاض، و ما أشقـــــى من لم تسعفـــه المعرفة بفهـم نية الترابــط ،و حَمـْل بُعْد هـــذا الامتـــداد بين القارات لوصل نقطة التقاطــــع التاريخيــــة المجربــة على أرض الماضــي و بنجــاح ، و عليه تم تكريــــر أداء التجربة بسهـــولـة لأنها محمــــولة بحقيقــــة جينــــات الصهـاينــة المـُدعمـــة من الدول العظمى إلى الآن ، لنشهــــد جميعا ً على قــــوة الارهـــــاب المكرر على عيــــــون شعبيــــن ؛ شعب عُرِف بالسَّـلام والمُسالَمَــة و هم الهنـود الحمـر سكـان أمريكـــا الأصلييـــن ،و الآن جــاء دور الشعـــب الأصلــــي بالمُسالمة و الحق و هم من تبقى على أرض فلسطيـــن العرب ، و الهـــدف السَّـامـي المكــــرر عيــون الأطفـال.

فمن سيحركنا ؟ و نحن لا نحمــل جيــن أداء التجــربة ! و ترسم حولنا الظنـــون دوائــــر الوهـــم مفادها :
نحن بأمان، فالارهاب ليس على أرضنا ، وبعيـــــــــد كل البعـد عن عيـون أطفالنا ؟!

 شُكــراً لطيــب صمتكــــم
كانت معكم رجـ المكحل ـاء
 وإلى اللقاء بضـاد نفهمـهـا

لون من الضاد .ض . الأردن


فنانة تشكيلية



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد