عالم بلا حروب - محمود الحرشاني*

mainThumb

31-07-2014 05:18 PM

الحرب كلمة لا يحبها أغلبية الناس... فكلما نشبت حرب في مكان ما من العالم ... حل معها الدمار و الخراب،  و لذلك فإن الناس لا تحب الحرب و يخيرون السلام... و أحيانا تنشب الحروب لأسباب واهية و بسيطة، و أحيانا تكون أسبابها احتلال شعوب أخرى والاستيلاء على ثرواتها...وعندما تنشب الحرب وتشتعل آوارها،  لا يكون فيها أي شيء مضمون، ولذلك قال "مولتك" أعظم جنرالات الحرب في بروسيا، "انه لا يوجد شيء مضمون في الحرب".

ولان الحرب شيء مدمر، فان كل شعوب العالم تنبذها ولا تحبذها. وفي البرازيل عندهم مثل يقول "ليست الأرض عطشى إلى دم الرجال بل إلى عرقهم" ويقول البرتومورافيا، "إن الحروب جريمة الحضارة، والسلام فضيلتها". وعندما تندلع الحرب في مكان ما، تلتهم الأخضر واليابس وعادة ما يكون المال القذر هو عصب هذه الحرب. وعندما تبدأ الحرب يوسع الشيطان باب الجحيم كما يقول مثل اسباني إن الحروب في كل مكان وزمان هي أسوأ اختيار يواجه العالم المتعلق بالأمن والسلام وينبذ هذه الحرب، لأنها بالنهاية ليست الاختيار الأفضل الذي تنغلق به الشعوب، فكلما كانت هناك حرب جديدة ما في مكان ما من العالم. كلما كانت هناك ضحايا وأشلاء لأجساد بشرية وجثث محروقة هي وصمة عار في جبين من شرع للحرب واشترك فيها.

يقول دومينتير(Domanter)، لا احد يدرك ماهية الحرب إذا لم يشارك ولده فيها.

نعم... فالحرب تأكل من يشترك فيها من الرجال والنساء والأطفال وأحيانا يكون ضحاياها بالمئات والآلاف وقد يعود الذي شارك في الحرب ولكنه لا يستطيع وصف المعركة... لان ما عاشه من أهوال يصعب أن تختزنه الذاكرة. يقول انشتاين (Anchtayn)، كم تبدو لي الحرب شريرة ومقززة، إني أفضل أن يقطع جسدي نتفا على أن اقبل المشاركة في علم كالحرب.

ذلك أن مأساة الحرب تكمن في أنها تستخدم أفضل ما في الإنسان لإحداث أسوأ ما يصيب الإنسان. فوسط الأسلحة، لا صوت للقانون بل إن القانون هو الغائب البارز زمن الحروب... ولو كان هناك قانون لما اندلعت الحروب أصلا... والحرب تندلع عندما يغيب العقل، وتستبد بالقوي نزعة الاستبداد للاستحواذ على الآخر، أرضا أو شعبا... يقول احد المفكرين إن التفكير العقلي لون من ألوان الحرية، والحرية لا تتجزأ، فإذا كانت سجينة، فكيف يتحرك العقل بحثا عن حياة أفضل...

وإذا كانت الحرب هي لمصلحة فئة محددة فان الحرية هي حكومة الشعب كله، لمصلحة الشعب كله، كما يقول تيودور باركر(Tayodor parker)...

وأسوأ ما في الحروب أن الكلمات فيها تفقد معانيها وعندما تفقد الكلمات معانيها تفقد الناس حرياتها، ويعم الاستبداد، وتنتشر قوة السلاح للفتك بالضعفاء، والنساء والأطفال والشيوخ...

والحروب في كل الحالات خيار مدمر تنبذه الشعوب المحبة للسلام، ومن الخطير ترك أمر الحرب للعسكريين وحدهم. يقول كلينستو(Kalinsto) "الحرب شأن خطير جدا، ولذلك لا ينبغي تركه العسكريين." وقد تنشب الحروب لحل نزاعات سياسية بين شعبين أو أكثر، وفي هذه الحالة يكون من الصعب جدا التحكم في بدايتها، يقول احد العسكريين: إن الحرب هي أسوأ وسيلة لحل النزاعات الدولية، لأنها تحرم القيادة السياسية من السيطرة على الأحداث وتترك القرارات في أيدي الجنرالات...

وعندما تنشب الحرب، فإنها لا تبقي ولا تذر(أي تترك)،  ويكون وقودها عادة أبناء الشعب الذين يدفع بهم إلى المشاركة في هذه الحرب لسبب أو لآخر.

 

* كاتب تونسي و سفير السلام ومكافحة الخوف بتونس وشمال افريقيا



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد