اللحى المتأرجحة - مصطفى الشبول

mainThumb

30-07-2014 05:35 PM

 لا تحكم على صورة شخص قبل أن ترى أفعاله وتسمع أقواله لأن بصرك يخدعك في معظم الأحيان إن لم يكن في جميعها ،فقد كنا صغار ونحكم على المظهر والشكل ولا نعرف ما هو الذي يختبئ وراء هذا المظهر الجميل الورع والهيبة المكتسبة من تلك اللحية المزروعة في وجه صاحبها ولباسه المهيب،حتى أننا في عواطفنا كنا نميل للرجل الملتحي إذا ما دار حوار ونقاش بينه وبين رجل غير ملتحي ، هذا لأننا لم نعرف أن في كل شخص منا صورة وسريرة ، وأن الاعتماد الأكبر على سريرة الشخص لا على صورته ، وان السريرة هي أساس الفرد ومعدنه وهي انطلاقة ذاته وأخلاقه ،فإذا فسدت السريرة فلا فائدة من تحسين الصورة .

 
هذا كله كي نقول لأصحاب اللحى المتأرجحة الذي تفاجأ كل الناس وكل العالم من تصرفاتهم ومن فتواهم البعيدة كل البعد عن الحقيقة وعن ما نزل فيه الإسلام، إنما يتبعون أهواء زعمائهم وحكامهم في فتواهم كي يبقوا في مناصبهم ، تلك اللحى المتأرجحة التي تركض خلف مصالحها الشخصية على حساب غيرها ، وهي اعرف الناس بما ينتظرها من حساب وعقاب ، تلك اللحى التي تصدر فتوى كي يتقاتل المسلم مع أخيه المسلم داخل بلاد الإسلام ، تلك اللحى المتأرجحة التي تصدر فتوى بتحريم قتل واختطاف اليهود المغتصبين في غزه ، و فتاوى أخرى تمنع مساعدة أهلنا في غزة ، ولحى تصدر فتاوى الفتن والإجرام والتكفير .......تلك اللحى التي غمست ألسنتها في نار جهنم قبل أجسادها . 
لا نريد أن نبتعد ..... فكم تعاملنا في حياتنا اليومية مع رجال ملتحين لنرى أن البعض منهم تختلف صورته عن سريرته وعن تعاملاته خصوصا إذا كان عليه الحق وإذا دخل في التعامل الدرهم والدينار والبيع والشراء، لنكتشف أن هذه اللحى خداعا للإبصار وأنها تتأرجح حسب الأهواء والرغبات. 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد