الخلافة الاسلامية بدأت فلتة .. وانتهت بداعش

mainThumb

28-07-2014 01:56 AM

 يقول ابن خلدون إن ‘المغلوبَ يميل إلى تقليد الغالب ‘….والغالبُ في التاريخ العربي الاسلامي كان ‘فَلْتة ‘ سياسيةً بوصف الفاروق لبيعة سابقِه أبي بكر : " إنما كانت بيعةُ أبي بكر فَلْتة وتمّت , ألا وإنّها قد كانت كذلك , ولكنّ الله وقى شرّها …’ " صحيح البخاري ….والفلتة لغة هي ‘ الهفوة غير المقصودة ‘. وعلى هذه الفلتة بنى العربُ نظامهم السياسي بما عرّفوه بالخلافة الاسلامية التي امتدّت قروناً غابرة ,

 
وها هو يطلّ علينا هذا النظام السياسي بحلّة جديدة اسمها الديمقراطية ,’فلتة ‘العرب المسلمين المعاصرة ,وكأن شغفَ العربيّ المسلم بالأنساب وأشجارها بارَكَ له في زرعه التاريخي , فأخصب ربيعاً اسلامياً يشي لنا بأن جذوراً من الحسب والنسب ما بين فلتة القرن السابع الميلادي و ‘فلْتة ‘ القرن الحادي والعشرين تعيث سلطةً في التراب التقافي الذي أنبت هذا الربيع ،،،،،، فالتراب الذي احتضن البنيةَ السياسيةَ العربية ترابٌ بدويّ قامت على أرضه خيمةٌ من شَعْر طريّ لا يحتمل دوسَ أقدام من تخايله شهوة التسلّق والصعود ,فلا سلالمَ في الخيمات لمن يطلبُ السموّ , ولا مدارجَ لمن يغويه العلو …في الخيمة دائماً يقبعُ شيخٌ هو أب ويحميه ربّ ..واعتلاء عرشها لا يحتاج لمهارة الصعود والترقي ,لانه ليس أكثر من ‘فَلْتة’أو صدفة جينية تمنح الوريث ‘كروموسومات ‘يعرّش بها فوق الخيمة و فوق سمائها .
 
ولأن من شيمِ البداوة التنقلَّ والترحالَ الدائمين فقد جابت هذه الخيمةُ الجغرافيا العربية على امتدادها طلباً للسلطة والحكم , وحطّت في كل ارضٍ عربية شيخاً هو أب ودائماً كان يحميه ربّ …ومع بداية القرن العشرين ,وبعد شيخوخة حضارية ألمّت بالشيخ العثماني الأكبر هزل الأباء العرب.. وكادت خيمُهم تتساقط على رؤوسهم بعدهبوب ريح فتيّة أتت من حركات التحرر الوطني التي طافَت العالمَ كلّه تطالب بالحرية والاستقلال عن الاستعمار والمستعمرين , وشارك الشباب العربي وقتها شباب العالم الحلم بتأسيس دولة وطنية على وقع نظام سياسي دولي معاصر يقوده رئيسٌ لا أب , ويحميه شعب , وتراءى الحلم العربي حقيقةً حين عمّت دورُ الرئاسة عواصمَ الحداثة ,إلى ان تعرّى الحلم أمامنا مؤخَراً في ميادين التحرير ليكشف عن خيم تقيم في دور الرئاسة,يقبع فيها أباء لا رؤساء ,وأبناء "فلتات " بتعديلات دستورية . 
 
فخرجت الشعوب الى الميادين والساحات تصرخ ضيقاً’ بالفَلتات ‘ : ‘الشعب يريد اسقاط الهفوات’ و تسقط ….
فتأنس لصراخها , وتستزيد :الشعبُ يريدُ الحرية , ويأتونها بصندوق ديمقراطية , فتطرب لصوتها الانتخابي ,وتأنسُ إلى ما ظنّتها فرصتها التاريخية لتغلب حاكمها بما غلبها به ," الفلتة " التي لا تحتاج أكثر من مشوار هرولةٍ الى صندوق الانتخاب ترمي به ضرختَها فتبيض لها حرية !
 
ولكن في ذروة الحكاية , ومن على حافة صندوق الديمقراطية , فلتت بيضة فاسدة برائحة الكبريت المتفعن اسمها " داعش " فقست لنا " هفوة مقصودة" تدعى دولة الخلافة الاسلامية في العراق والشآم ...!!
 
ما تنساه دائما شعوب هذه الأرض خصيبة الدم أن الحرية ليست هفوة أو ‘ فهلوة ‘ ليفيض بها ماءُ الآباء ..أو ماءُ السماء , و ما تنساه أن من يزرع "الفلتات " لا يحصد الا الفلتان .
 
وما تنساه دائما شعوب هذه الأرض حبيبة الرب أن من يحرث أرضه بالسيف , فربيعه لن يكون غيرَ داعش واخوانها المسلمين ...


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد