62 عاما على ثورة 23 يوليو

mainThumb

22-07-2014 12:15 AM

في الثالث والعشرون من يوليو تموز الجاري تصادف الذكرى الـ62 لثورة 23 يوليو تموز المجيدة عام 1952م ، تمر هذه الذكرى العطرة في ظروف صعبة ومصيرية خاصة أنها تأتي مع مواصلة العدوان الصهيوني الإجرامي على قطاع غزه الصامد الذي يذهب ضحيته يوميا العشرات من الجرحى والشهداء وبلا أي ذنب إلا أنهم مواطنون أحرار أبو حياة الذل والمهانة وسط صمت وتواطؤ دولي وخذلان وخيانة عربية حيث أن الطائرات والبوارج والدبابات الصهيونية بكل أسف تتحرك بالمال العربي والنفط العربي لصب حقدها الأسود على المدنيين العزل من أبناء شعبنا في غزة الصامدة غزة هاشم الأغر وليس المتاجرين باسم هاشم .


في هذه الظروف تـأتي ذكرى 23 يوليو المجيدة التي تعيدنا لأيام العز والكرامة الوطنية والقومية والإحساس بالأخ والشقيق عندما كان حلم الوحدة العربية بين قاب قوسين أو أدنى خاصة بعد وحدة مصر وسوريا وإعلان الجمهورية العربية المتحدة في فبراير شباط عام 1958م ، ورغم فشل تلك الوحدة نتيجة المؤامرات الخارجية وهي الأساس وتواطؤ الصغار من العملاء في الداخل إلا أن مبادئ وأسس ثورة 23 يوليو كما بينها الزعيم جمال عبد الناصر من خلال كتابه الشهير والوحيد (فلسفة الثورة )) الذي يعتبر دستور ثورة يوليو وتؤكد على ضرورة الوحدة وحتميتها التاريخية حيث حدد مصالح مصر في الدوائر الثلاثة وهي الدائرة العربية والإسلامية والإفريقية ، وكانت إفريقيا محرم تواجد الكيان الصهيوني فيها حيث طاردته ثورة يوليو بنفوذها وهي التي جسدت دور وقوة مصر وكذلك الدائرتين العربية والإسلامية .


لذلك يقف الجميع وكل محب لمصر في ذكرى ثورة 23 يوليو ويتساءل أين مصر ودور مصر عما يجري على أرض غزه اليوم التي تعتبر من صميم الأمن القومي لمصر صحيح أن هناك أصوات سياسية مراهقة تطالب مصر بالانتحار أو المغامرة غير محسوبة والحقيقة أن الكثير من هؤلاء من المحبين لمصر والمراهنين على دورها والبعض وهم قلة يقصد المزاودة والحقد والتوريط وهؤلاء قلة كما أسلفت وان كان صوتهم أكبر من حجمهم ولأصحاب النوايا الحسنة نقول أن مصر لها ظروفها الخاصة وهي خارجة من سجن أمريكي امتد لأكثر من أربعين عاما أي منذ انقلاب السادات الرجعي في 15 أيار مايو عام 1971م ، وبالتالي الرئيس عبد الفتاح السيسي وليس دفاعا عنه، يواجه ظروفا صعبة وبلد على رأي الرئيس المخلوع  مبارك لأحد الأمراء الخليجين الذي سأله عن حكاية التوريث لأبنه وأجابه مبارك عايز أورث ابني خرابه ، نعم أن اقتصاد مصر بالحضيض وظروفها صعبة وتم إلزامها بقيود دولية مثل كامب ديفيد لذلك أرجوكم ارحموا مصر مراهقتكم السياسية أو خيانتكم التي يعرفها الجميع من خلال الطرح اللا مقعول .


نحتفل اليوم بثورة 23 يوليو الناصرية التي حاربت الاستعمار وعملائه واستردت ثروات الوطن ، وكان لثورة 23 يوليو وقائدها العظيم جمال عبد الناصر الفضل الأكبر بطرد الاستعمار القديم ومحاربة الاستعمار الجديد وما تبقى من جيوبه الصغيرة المتمثلة بالعملاء ومن يحكمها اليوم للأسف ، وبفضل ثورة يوليو ارتفعت الأعلام الوطنية في سماء كل قطر عربي .


نتذكر مواقف مصر الثورة عندما هددت تركيا المارقة سوريا وما كان من مصر عبد الناصر إلا أن حركت قواتها إلى محافظة اللاذقية ، نتذكر صوت فلسطين من القاهرة نتذكر الضغط الذي مارسه جمال عبد الناصر على دول العالم بقوة مصر ودورها للوقوف مع الشعب الفلسطيني ودعم نضاله  ، وتحدث في كتابه فلسفة الثورة عن الطفلة الفلسطينية التي رآها بعد أن هدم العدو منزلها وأصبحت مشردة وقال حرفيا قد تكون هذه الطفلة غدا ابنتي هدى ، هذا هو الشعور الحقيقي بالمسئولية وبالنظر بعين زرقاء اليمامة للخطر الصهيوني الذي لن يتوقف عند فلسطين فهو كيان مصطنع بلا حدود  وتوسعي لا يؤمن بحدود ولا مبادئ انطلاقا من خرافات التوراة المزعومة بأن أرض إسرائيل من الفرات للنيل .


نفتقد اليوم دور مصر الذي تعودنا أن يكون محوريا وأساسيا لجانب أمتها العربية ، ولكن مصر منذ انقلاب السادات تعيش حالة مخاض لأن الشعب المصري يرفض التبعية الإذلال وهو ما حدث في ثورة 25 يناير وتصحيحها في 30 يونيو حزيران .
إن ثورة 23 يوليو في ذكراها تزداد حضورا في قلوب الشعب العربي من المحيط إلى الخليج وليس في مصر وحدها .


لذلك احتفالنا بثورة يوليو ليس للبكاء على الأطلال ولكن للاستفادة من تجارب أمتنا العظيمة وعلى رأسها مصر وبحثها عن ذاتها لأجل المستقبل الذي لم يتم إلا بالوحدة .


رحم الله أبطال ثورة 23 يوليو المجيدة الذين باستثناء أنـور السادات ((يهوذا ثورة 23 يوليو)) فقد رحلوا ولم تمتد أيديهم للمال العام وعلى رأسهم قائد الأمة العربية وزعيم الثورة جمال عبد الناصر الحاضر الغائب الذي قال عن ثورة يوليو بأنها وجدت لتبقى لأنها تعبيرا عن إرادة ألأمة وحقها بالحياة الحرة الكريمة .


إن ثورة يوليو خالدة في تاريخنا وحياتنا خلود النيل والأهرامات ودجلة والفرات .


ولا نامت أعين الجبناء .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد