تامر حسني ومَللُ البقاء تحت الضوء!

mainThumb

20-07-2014 01:15 PM

السوسنة -  بسرعة، لَمَع تامر حسني في التمثيل والغناء وأسْر قلوب المراهقات. حدث نجاحه دفعة واحدة، فبدا من الفئة المحظوظة. بالكاد يترك انطباعاً بغير هذا الرخاء. "فرق توقيت" امتداد لتلك الانطباعات: بطله قوي العضلات، زير نساء، وثري بطبيعة الحال.

 
أصبح حسني مملاً، مُشاهدته لا تبعث متعة. كان الظنّ أنّ "عمر وسلمى" تحفة فنية، فإذا ببعض أعماله يطمح للتشبّه بها. "فرق توقيت" ("النهار"، "أوربت مسلسلات")، بتصييره حسني البطل المطلق، وإحاطته بتطورات فضفاضة، كشف نية بالتعامل معه على خلفية أنّه نجم، لا ممثل يطوّع الأدوار. كأنّها رغبة بإعطائه الدور الذي تعلّم تأديته: الوسيم المتعدّد العلاقة العاطفية، الميسور مادياً، الطافح على سطح الإشكاليات لا جوهرها. هو ياسين في العمل، موسيقي واعد (ذريعة ليُغني أغنيات المسلسل، الى أغنية الجينيريك!)، قوي البُنية، لا يتوانى عن استعمال عضلاته عند أول استفزاز، محور الحوادث وسبب تفاعل الشخصيات، لولاه لما كان مسلسلٌ ولا مَن يمثّلون.
 
لسنا نريد نصاً يهمّش، هو الآخر، عدا حسني من وجوه وحالات. شاء الكاتب محمد سليمان عبدالمالك أن يطرح تشابك العلاقات الثنائية ومدى ارتهانها للظرف. أمام كاميرا المخرج إسلام خيري، وقف حسني، بخبرته، في دور معشوق النساء. كان الثابت الوحيد في عمل قابِلة شخوصه للتبدّل بفارق الوقت. العمل بناء تصاعدي يُظهِر بطله مُستَهدفاً في حاضره، فنعود الى ماضيه لكشف خيوط الاستهداف. وظيفة الجميع، بمن فيهم نيكول سابا (ليلى)، الارتماء في دائرة الشبهات. فكرة أن للشخصيات دوافعها للتورّط في محاولة قتل ياسين، لافتة درامياً، كما الحال مع تحوّل السياق في اتجاه خلط الأوراق. لكنّ زجّها (الشخصيات)، حتى شقيق ياسين ياسر (أحمد السعدني) في وضعية ريبة، بدا ميّالاً الى ربط مصير الجميع بمصير البطل، كأنه يلقي القبض عليهم، يُضيِّق الخناق على حرّيتهم التمثيلية، ويجعلهم في فلكه، يتحرّكون متى حان دورهم وينكفئون متى لم يصبّ الدور في مصلحته كنجم.
 
نحاول تفسير مبالغة العمل في ربط نفسه بممثل. خارج ذلك، ليست التركيبة ركيكة. الحبكة خيوط أكثر منها أدوار تجسّدها الشخصيات. فيها العقدة ومَن يقف خلفها ولماذا. بُنيتها التشويقية توازي في خطّ متصل بُنيتيها الدرامية والرومانسية. يمرّ الحب بتطورات ويخضع لمبدأ المراحل، عوض صبّه فُجائياً مُضحِكاً. صداقة ليلى وياسين كخميرة تتشبّع بعناصرها. نرى أنها سألته نصيحة للعودة الى طليقها طارق (وليد فواز)، فرحَّب، لكنّ الظرف شاكَسَ فعدلت عن قرارها من أجل أن تقع تحت سِحر بطلنا. ستولد بين الرجلين رغبة في الاحتفاظ بها، وصراع ونية بتصفية الحسابات. وقد يلجأ حسني الى عضلاته التي درّبها جيّداً لكسب معاركه العاطفية.
 
يُطرح الثنائي كإشكالية أساسية في العمل، وتبرز على الهامش علاقات قوامها التصنيف "غير الشرعي" من الوجهة الاجتماعية. يصبح على ياسر البحث عن مَخرج لإعادة علاقته بيارا (مي سليم) الى بُنيتها "الصحيحة"، كونه متزوّجاً لم يحل التزامه الأُسري- الاجتماعي دون الوقوع في الإغواء. يُفرّغه العمل من اعتباراته الأخلاقية ليجعله احتمالاً لرغبة بالتخلّص من ياسين والحصول على امتيازاته.
 
كان الأجدى ترك المُشاهد يختار أوصاف بطله، لا أن يقرر العمل أنّه لغز. نشاء حسني في أداء أقلّ تكلّفاً لأدوار تضعه دائماً تحت الضوء. لا جديد هنا يمسّ المُشاهد، كأنّ الهمّ بطله فقط. أما نيكول سابا فقد أدّت جيداً بلهجة مصرية مُتقَنة.النهار


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد