نتالي أغنية جديدة للأردنين - طارق صالح حجازين

mainThumb

30-06-2014 07:13 PM

     نتالي الربضي فتاةٌ أردنية إرتدت من عفةِ النفسِ وشاحاً حولَ  عُنقها نسج خيوطهُ والدها وحاكته انامل أمها , لقت حتفها علي يدِ أحدِ الأشخاص الجشعين الذي أرادَ إدخال شُحنة أثاثٍ غيرِ مُطابقةٍ للمواصفات المُحددة من قبلِ الجهاتِ المعنية تلك الجهات التي أوكلت إليها الدولة أمانة الحفاظِ على حياةِ وكرامةِ المستهلك (المواطن الأردني ) , فقد رفضت المُهندسة نتالي التوقيع على مستندات تُفيد بمطابقةِ الشحنةِ للمواصفات لتمرير صفقةٍ مالية لجيوب الفاسدين على حسابِ الأردنيين , فجاءَ الغادرُ بالحلِ للتخلص منها بطريقةٍ سهلة أصبحت رائجة من حين لآخر لتصفية الشرفاء من أبناء بلدي ,جائها بعشر طلقاتٍ متتالية أُطلقت من مُسدسه فاخترقت جَسدِها ليودي بحياتها .


     هذهِ التفاصيل التي نُقلت من المصادر الرسمية بعد وضوح ملابسات الجريمة والتي بيّنت الأسباب غير المبررة , والسؤال الآن : هل مصير الشرفاء من أبناء بلدي أن يُقتلوا ؟ كيف سنُعلم الأجيال القادمة قول الحق دون إعتراء الخوف ؟ أو مواجهة من يهدمون في بلادنا كل إنجازٍ جميل؟ هل سُنواجه جيلِ يخاف و يحسِبُ حِساباً للفاسد والغادر والعابث بمقدرات وطني ؟؟


     نتالي : أنت جعلتي الكبار الكبار في بلدي يعجزون أمام موقفكي يا صغيرة لأنك قد لحقتي بإخلاصك شهداء بلادي أولائك الذين باعوا أنفسهم رخيصا ليشتروا كرامة وطنهم . 


                  لما لم تقبلي الرشاوي والإكراميات للتوقيع على تلك الأوراق  ؟؟ إنها سوى أوراق !!                     لماذا لم تُمرري  شُحنة الاثاث ؟ إنها مُجرد قطع أثاثٍ ستهترء بعد سنوات ؟؟؟  لماذا لم تمرريها ؟؟ فهناك من مرر الأطعمة الملوثة وشحنات القمح الفاسدة وألعاب الأطفال المُسممة وشُحنات من السيارات المهترئة ...هُناك مَن باعَ ثروةَ الأردنِ الكامنة في ترابهُ وهناك من باع أرضه ومينائه وحتى سمائه... و هناك من يمرر الى بلادي افكارهُ السامة ويُروج لها في حاراته و أزقةِ شوارعهِ ...هناك من يبيع ويشتري فينا .  فكثيرون هُم من وقعّوا على صحةِ مستندات وأوراق وملفات تبعثرت ولم ينتُج عنها سوا الفقر والبطاله وقلةِ الرزق وضيقِ الحال  ونفاد الصبر ...


       كم من فاسدٍ في بلادي سيختار هذه الطريقة لليتخلص من غريمهِ ( الشريف ) , كل مرةٍ نسكتُ فيها عن جرمٍ مثل هذا سنسكت فيه عن حق أبنائنا وبناتنا الذين تربوا  في بيوتٍ عفيفةٍ تعلموا فيها عزة النفسِ  ورضعوا الكرامةَ حتى إشتد عودهم وأنطلقوا الي حقول بلادي ليزرعوا ويحصدوا....كل مرة سنسكت فيها عن جريمة نتالي سنسمح للغادر أن يعبث بأمننا وأن يجعل من شوارعنا وحاراتنا ساحات لتصفية غُرَمائه وتلقينهم دروسه الغادرة ...كل مرة نسكت  فيها عن هذا الجرم سنفقد أردنيا شريفا أحب بلده حتى آخر رصاصة كتلك التي أُطلقت على نتالي وألقتها قتيلة سابحة في دمها الطاهر.


      في كل بيت اردني هناك نتالي سنغني لها (نتالي انقطعت اخبارا ما تشوفك عين ... ) لكننا سنراها في عيون كل جنديٍ وعاملٍ وطالبٍ وام ٍوابٍ وطفلٍ صغير يستجدي الحياة بعيون الامل ..
     نتالي : قُتلت في عمّان وناحت عليها هاشمية الزرقاء وبكتها جبال عجلون الخضراء فتحية إلى روحكِ الطاهر ,  وليحَيَا الأردن عامراً بأبنائهِ الشرفاء .

Terri_1981h@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد