معان في القلب .. وممتلكات الوطن كذلك

mainThumb

24-04-2014 06:38 PM

لقد أثار استفزازي ,وأرهق مشاعري وأفكاري ما قرأته في الأخبار حول حرق ممتلكات ومرافق عامة في مدينة معان إثر مناوشات أمنية بين عدد من أبناء المنطقة والقوات الأمنية.

لن أتحدث عن معان, ولا عن قوات الأمن, لأنهما في القلب والحديث عن أهميتهم في المنظومة الأردنية مضيعة للوقت والجهد, والاسترسال في وصف محبتهم طويل المدى ولا ينتهي,لكنني سأغضب هنا عما حدث من حرق للممتلكات العامة في مدينتا الغالية.

إن الممتلكات التي بناها الأردنيون عبر رجالاتهم هي تاريخ ناصع البياض, فهي تجسيد حقيقي للنماء والتطور,وملهم لنا جميعا بالإنتاجية والعمل,وصديق لوجستي يقدم الخدمة والعون.

ما هو ذنب البنوك؟وضريبة الدخل؟وغيرها من الممتلكات العامة الحزينة التي كانت ضحية وجهات النظر.وما هي الفائدة المرجوة من تحطيمهما,وإيقاع الأذى بمرافقها؟.

قد يعتقد البعض بأن الاعتداء على مقدرات الوطن باختلافها هو أسلوب للفت الانتباه,ووضع فاعليها ضمن قائمة السمع والطاعة,بس لا تكسر مشان الله,لكنهم غفلوا أن ما حطموه هو ملكهم ودفعوا جهدا كبيرا وتاريخا مليئا بالتضحيات من أجل تأسيس مكنونه,والاعتادء عليه كمن يعتدي على إحدى مرافق منزله الخاصة أو شيئ تعود ملكيته المعنوية له.

إن الأردن استطاع أن يضع نفسه في مرتبة متقدمة من الدول الأفضل تعاملا مع المظاهرات,وأوجد لذاته أسلوبا تشاركيا في الحد من هذه المظاهر التي لا يختلف عليها اثنان بأنها سيئة وتضر بالمصلحة العامة,مما يستدعي من الجميع استثمارها وفتح باب الحوار بدلا من الاعتداء على ممتلكاتنا الثمينة والتي ما إن تختفي حتى ستبدأ طقوس الإرهاق والمشقة ترمي بضلالها بعد أن نجبر على السفر لإحدى المحافظات الشقيقة للاستفادة من إحدى المؤسسات العامة التي كانت بين أيدينا لكننا حرقناها وحطمنا وجودها.

لنبدأ العمل فورا على إحياء العديد من أساليب التحضر العقلانية لعل أهمها الحوار الذي اختفى وتسبب في قتل العديد من الممتلكات العامة التي تخدمنا,وأرهق بعضها الآخر دون علم منا ولا معلومة بأنها الوطن ونتذكر بأننا عاهدناه يوما بأن نكون جنده المخلصين لا أن نكون أعداؤه المخلصين.

فمعان الحبيبة في القلب...لكن الوطن أيضا في القلب



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد