الصحراويون العرب المنسيون - محمود خطري

mainThumb

22-04-2014 06:54 PM

سجل عندك  "أنا عربي ولدي أبناء عم وجدنا كان هناك ينشد الشعر وينثر عنه غبار المعركة اذا ما مست كرامة العروبة بسوء"

الصحراويون ...شعب تركه العرب على هامش اللامبالاة ، وظل كرسيه شاغرا في كل المحافل والمناسبات ... لم تشفع له عروبته ولا سمرة بشرته ولا حتى ذوده عن الكرامة العربية من خلال لصق اسمها بدولته ، لم يشفع له شيء من هذا ولم تتحرك النخوة العربية في احد فيشهر سيفه دفاعا عن هؤلاء فيخطب في العرب بالمعلقات او بالدين او بالسياسة عله يهز جدار الاسمنت المبني بين العرب وقضية هذا الشعب المنسي ، أو ينفض غبار النسيان الملتصق بذاكرة العرب حتى أنساهم هموم ومعاناة أبناء عمومتهم هناك في الصحراء الغربية .

الصحراويون يعرفون hola و bonjour و welcome و غيرها من اللغات من الأسبان والفرنسيين والانكليز والأمريكان ولكنهم نادرا ما يسمعون أهلا أو السلام عليكم من قطر عربي شقيق  .

تصحو عيونهم السوداء على ذوي العيون الزرقاء مع مطلع كل فجر ، يبكون لمعاناتهم ،ويستمعون لآهاتهم ويحدقون في نظراتهم ووجوههم التي تختزن وراءها ألف حكاية وحكاية .

تنتشر بين وجوههم السمراء العربية الأصيلة وجوه أخرى بيضاء وحمراء تتحمل المسافات لكي تقف معهم ، وتقترب من معاناتهم ، فتأخذهم الحسرة والألم رغم تضامن هؤلاء معهم ، فيشعرون بغربة أخرى تزداد على غربتهم ، وخجل ينغرز بداخلهم كالسيف الحاد والمؤلم ، سببه تخاذل الأشقاء من بني عمومتهم الذين تركوا المساحة شاغرة للأجانب كي يتضامنوا بدلا منهم .

إنني أتذكر مرافقتي لشخص عربي وكان من سوء أو حسن حظه ذو ملامح غربية ، فالتقينا بأطفال المخيم فسلموا عليه قائلين :hola ظنا منهم انه اسباني فرد ضيفي مسرعا : السلام عليكم

فرد الأطفال مدهوشين : آه انه يعرف العربية !

قال ضيفي : أنا عربي مثلكم

رد الأطفال : لقد ظنناك أجنبيا إننا لا نشاهد العرب هنا إلا قليل الجزائر وموريتانيا مثلا

أحس صاحبي بنوع من الإحراج وخجل رايته يتسلل إلى وجهه الأبيض ، حاولت أن اخفف عنه فقال لي : إنهم على حق ، نحن الذين تقاعسنا عنهم وخذلناهم كما خذلنا العديد من قضايانا العربية ، فتركنا الغرب يتداعى عليها بدلا منا .

الصحراويون عرب مسلمون لاجئون مبعدون عن وطنهم ، بسبب خروج اسبانيا عن الصحراء الغربية ، وتركها المغرب يقمع ويقتل هذا الشعب في صمت بعيدا عن أنظار العالم .

وفي اللجوء يعاني الشعب الصحراوي قسوة الطبيعة والبعد عن الأرض.

الصحراويون شعب أنصفته الأمم المتحدة واعترفت بحقه في تقرير المصير منذ بداية الستينات ،ورغم التأجيل والعراقيل وفشل الأمم المتحدة في إيجاد حل لهم إلا أنهم يسجلون لها ل موقف اعترافها لهم بحقهم في الوجود ، ولكن الأشقاء العرب ظلوا يطاردونهم في المطارات وعلى الحدود حتى لا يسمع احد صوتهم ، ويرفضون وجودهم بمبررات قد يكون من المضحك ذكرها الآن .

ورغم كل هذا وفي انتظار الاستفتاء ، فانه لا يزال شعبنا ينتظر التضامن العربي والوقوف معه في الدفاع عن حقه المشروع في الحرية وتقرير المصير ، على الأقل تداركا للخطأ ورأب الصدع بين نفوس الأشقاء الذي سببه ظلم ذوي القربى وشدة مضاضته ، ورغم كل هذا مازال الشعب العربي في الصحراء الغربية ينتظر من  أبناء العمومة بقية أخلاق وشيء من التقوى .

مواطن من الصحراء الغربية

الصحراويون  العرب المنسيون

محمود خطري

سجل عندك  " أنا عربي ولدي أبناء عم وجدنا كان هناك ينشد الشعر وينثر عنه غبار المعركة اذا ما مست كرامة العروبة بسوء"

الصحراويون ...شعب تركه العرب على هامش اللامبالاة ، وظل كرسيه شاغرا في كل المحافل والمناسبات ... لم تشفع له عروبته ولا سمرة بشرته ولا حتى ذوده عن الكرامة العربية من خلال لصق اسمها بدولته ، لم يشفع له شيء من هذا ولم تتحرك النخوة العربية في احد فيشهر سيفه دفاعا عن هؤلاء فيخطب في العرب بالمعلقات او بالدين او بالسياسة عله يهز جدار الاسمنت المبني بين العرب وقضية هذا الشعب المنسي ، أو ينفض غبار النسيان الملتصق بذاكرة العرب حتى أنساهم هموم ومعاناة أبناء عمومتهم هناك في الصحراء الغربية .

الصحراويون يعرفون hola و bonjour و welcome و غيرها من اللغات من الأسبان والفرنسيين والانكليز والأمريكان ولكنهم نادرا ما يسمعون أهلا أو السلام عليكم من قطر عربي شقيق  .

تصحو عيونهم السوداء على ذوي العيون الزرقاء مع مطلع كل فجر ، يبكون لمعاناتهم ،ويستمعون لآهاتهم ويحدقون في نظراتهم ووجوههم التي تختزن وراءها ألف حكاية وحكاية .

تنتشر بين وجوههم السمراء العربية الأصيلة وجوه أخرى بيضاء وحمراء تتحمل المسافات لكي تقف معهم ، وتقترب من معاناتهم ، فتأخذهم الحسرة والألم رغم تضامن هؤلاء معهم ، فيشعرون بغربة أخرى تزداد على غربتهم ، وخجل ينغرز بداخلهم كالسيف الحاد والمؤلم ، سببه تخاذل الأشقاء من بني عمومتهم الذين تركوا المساحة شاغرة للأجانب كي يتضامنوا بدلا منهم .

إنني أتذكر مرافقتي لشخص عربي وكان من سوء أو حسن حظه ذو ملامح غربية ، فالتقينا بأطفال المخيم فسلموا عليه قائلين :hola ظنا منهم انه اسباني فرد ضيفي مسرعا : السلام عليكم

فرد الأطفال مدهوشين : آه انه يعرف العربية !

قال ضيفي : أنا عربي مثلكم

رد الأطفال : لقد ظنناك أجنبيا إننا لا نشاهد العرب هنا إلا قليل الجزائر وموريتانيا مثلا

أحس صاحبي بنوع من الإحراج وخجل رايته يتسلل إلى وجهه الأبيض ، حاولت أن اخفف عنه فقال لي : إنهم على حق ، نحن الذين تقاعسنا عنهم وخذلناهم كما خذلنا العديد من قضايانا العربية ، فتركنا الغرب يتداعى عليها بدلا منا .

الصحراويون عرب مسلمون لاجئون مبعدون عن وطنهم ، بسبب خروج اسبانيا عن الصحراء الغربية ، وتركها المغرب يقمع ويقتل هذا الشعب في صمت بعيدا عن أنظار العالم .

وفي اللجوء يعاني الشعب الصحراوي قسوة الطبيعة والبعد عن الأرض.

الصحراويون شعب أنصفته الأمم المتحدة واعترفت بحقه في تقرير المصير منذ بداية الستينات ،ورغم التأجيل والعراقيل وفشل الأمم المتحدة في إيجاد حل لهم إلا أنهم يسجلون لها ل موقف اعترافها لهم بحقهم في الوجود ، ولكن الأشقاء العرب ظلوا يطاردونهم في المطارات وعلى الحدود حتى لا يسمع احد صوتهم ، ويرفضون وجودهم بمبررات قد يكون من المضحك ذكرها الآن .

ورغم كل هذا وفي انتظار الاستفتاء ، فانه لا يزال شعبنا ينتظر التضامن العربي والوقوف معه في الدفاع عن حقه المشروع في الحرية وتقرير المصير ، على الأقل تداركا للخطأ ورأب الصدع بين نفوس الأشقاء الذي سببه ظلم ذوي القربى وشدة مضاضته ، ورغم كل هذا مازال الشعب العربي في الصحراء الغربية ينتظر من  أبناء العمومة بقية أخلاق وشيء من التقوى .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد