دروس وطنية نتعلمها من الأطفال!

mainThumb

20-04-2014 10:17 PM

للأطفال دور هام في إعطاء الحياة جمالا طبيعيا مميزا , فتزهو بهم الاماكن وتزدهر بهم القلوب والارواح ! فهم مستقبل وأمل المجتمعات والاوطان ! ونعتقد جازمين ان وجود الاطفال في الحياة يعطيها الامل والتفاؤل, وينصح الكثير من الخبراء التربويين والنفسيين بضرورة التواجد مع الاطفال , حيث وجودهم يمنح السعادة والبهجة, وهم فعلا زينه الحياة الدنيا كما جاء بديننا الاسلامي الحنيف .

والبراءة التي تحيط بهم تجعل الاشياء من حولنا أجمل ! لذا نحرص معظمنا على تواجدنا معهم والاستماع لهم ومحاورتهم , وكتربويين نحرص على واجبنا في تشجيعهم وتحفيزهم في صفوفهم ومدارسهم ,ونكون شديدي الحرص مع من نرى بهم ذكاء مميز او إبداع واضح باي مجال او موقف كان !  فالمواقف الصفية قد تحدث الابداع في سلوكهم وأفكارهم مستقبلا وقد تنتج في نفوسهم ما يثبت بسلوكهم الانساني .

ومنذ فترة حدث موقف أمامي في صباح أحد الايام المدرسية ! من طفلة لا تتجاوز السبع أعوام من عمرها , وكتربوية سأنقل لكم ما حدث بهدف الاستفادة ! فقد تشكل لاحدنا عبره ما ! وقد نتوقف عند بعضها !  وقد لا تعني للبعض شيئا, ونمر بها مرور الكرام !!! ولا نعطي لها أي اهمية تذكر ! واليكم الموقف حيث هو موقف لطفلة سورية ذات السبع اعوام من عمرها : " بعد انتهاء فترة البرنامج الاذاعي الصباحي اليومي في المدرسة , وإذ بأحد المعلمات تحضر أحد الطالبات تبكي بكاء شديدا الى غرفة الادارة ! وعدم تمكن المعلمة من السيطرة على بكاءها او ارضاءها , وبعد الحوار معها  وفهم الموقف التربوي لها , واذا بالطفلة صاحبة الجنسية السورية تبكي لأننا كنا بهذا اليوم نحتفل بالوطن وننشد أناشيد وطنية متنوعة من مجموعة الطالبات الصغار ومن هن بمثل عمرها في المدرسة , وبعد الاستفسار عن سبب بكاءها الشديد , تبين انها تبكي لأننا نحتفل بالوطن , وتعتقد وتقول هذه الطفلة :" انتم تحتفلون بوطنكم ! ولكنني لا أستطيع الاحتفال بوطني " !!! هذه الطفلة أوصلت لنا هذا المعنى بلغتها البسيطة والخاصة , والطفولية ! ورغم ذلك الموقف البسيط منها الا انني أكبرت بها تلك المشاعر الوطنية لوطنها ,وحاولنا استرضاءها لتهدى وتخفف بكاءها وتعود لصفها لتدرس مع زميلاتها الطالبات , حيث وجودها بالمدرسة, فتتلقى تعليم مساوي لمى تتعلمه زميلتها الاردنية دون اي تفريق , فتجلس بنفس المقعد وتتعلم من نفس المعلمة التي تعلم جميع طالبات صفها ! وعلى الرغم من تمكن المعلمة وامتلاكها من المهنية القدرة العالية للتعامل مع مواقف صفية كهذه , حيث تدرك حساسية وجود أطفال من الشقية السورية يدرسون بنفس الصف , الا ان الموقف قد أثار العديد من المشاعر فيها وفي كل الحاضرين بذلك المكان ,  ومن كلامها ودموعها  تأكدت انها تحمل حب كبير داخلها لوطنها قد لا نجدة عند البعض للأسف الشديد  ! فقررت انا ومعلمتها ان نحتوي هذا الموقف وان نراعي طفولتها وبراءتها واقناعها انها تتمتع بكل ما يحق لأي طفلة هنا بالمدرسة و بالغرفة الصفية , وانها تستطيع ان تنشد للوطن الذي تحب وتنتمي صباح اليوم التالي ,  و حاولنا ارضاء طفولتها البريئة  بقولنا لها :"بانها محظوظة بان لها وطنان وليس وطن واحد  فقط " كما وأننا أهل وأخوة وأشقاء , وأن الاردن بلدها ايضا !  , وكم كانت سعادتها وفرحتها عندما اتفقنا ان يكون لها دور في الاذاعة لليوم التالي , وان تنشد لبلدها امام زميلاتها , واننا كإخوان بوطن واحد سنتقبل مشاركتها لزميلاتها الطالبات الاخريات ! وان عليها ان ترضى بوضع موقت لحين عودتها لوطنها الاصل والام , مع امنياتنا لها ولجميع اطفال سوريا الحبيبة بالعودة لوطنهم سالمين معافين .

هذا الموقف اوقفني كثيرا وادخل الحيرة في قلبي وروحي ! !!!  ففي وقت كان بعض الشباب في المنطقة يتقاتلون ويتهاترون على شيء بسيط جدا ونتيجة موقف طلابي يستطيعون حلة بالحوار والمناقشة , ووصلت معهم الامور الى الاساءة لجامعتهم ولزملائهم  ولعائلاتهم , وليس هذا فقط ! بل التناحر والقاء التهم واثارة المشاكل بمنطقة لا تتجاوز حدودها المحافظة الواحدة !!! مع وقوف جميع المؤسسات الحكومية والاهلية لحل تلك القضية بينهم !!!  فأين نحن من مشاعر الحب والانتماء للمكان الذي ننتمي الية , مقارنة مع موقف طفلة لا تتجاوز السبعة اعوام من عمرها ! وشعورها بالانتماء لوطنها !

صدقا انا بنفسي أجريت مقارنه بين وطنية هذه الطفلة الصغيرة  ووطنية بعض الشباب اللذين لا يأبهون لا لوطن ولا لبلد ولا  للانتماء   !!! ونحن بأشد الحاجة لوقت ننتمي به لوطننا  ونتماسك معا , لا ان نتناحر !!!  نحن بأمس الحاجة لشباب واعيين يعون قيمة وجود العقل والفكر السليم والحلول الأسلم لمى قد يواجهون من مشاكل وتحديات ! قد يكون هناك خطب ما او تحدي ما في وطننا !!! ولكن علينا التفكير بالية تحدي هذه الامور والتروي بالحلول , لأنه إن لم تكن حلول منطقية وعقلية فسيكون الضرر أكبر وأكثر , ولن نستفيد الا وجع الرأس وقلة النوم وعدم الاكتراث والاحترام لبعضنا بعضا ! وهذا ما لا نرغب بان يكون بيننا , فنحن اهل منطقة واحدة وننتمي لدين واحد ونؤمن بان يد الله مع الجماعة , وان البركة والخير لن يأتي الا بالتعاون والسير معا لتطوير بلدنا وانفسنا بان واحد . والالتفاف معا لتطوير وتحسين انفسنا وبلدنا  .

و كتربوية  أميل دوما  إلى أن التربية هي المسؤولة عن كافة ما يحدث في العالم , وأن السلام النفسي والروحي للإنسان ونجاحه يرتبط ارتباطا قويا في تحقيق الامن والامان الحقيقيان , ومن ثم ترسيخ مفاهيم الوطنية,  فبتوفير الامن والامان ببيوتنا ومدارسنا تتحقق التنمية الحقيقية في نفوس الابناء , فهم  المستقبل وهم القادة وهم من سيسعى لإدامة السلام الحقيقي في المجتمع , وحرصنا دوما سيكون بإيجاد البيئة السليمة تربويا وتعليميا واجتماعيا في مدارسنا وببيوتنا لأطفال هم مستقبل الاوطان في وطني .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد