البقاء للأوطان لا للأشخاص - رائد العزازمة

mainThumb

20-04-2014 06:33 PM

مشهد غريب عجيب لا نراه ولا يحدث إلا في عالمنا العربي المنخور المتهالك عندما نشاهد مرشح رئاسة دولة عربية عريقة كالجزائر بلد المليون شهيد بلد الأحرار يظهر على كرسي متحرك يمارس حقه الدستوري في الانتخاب في صورة لا تعكس إلا الوهن المغلف بشهوة الحكم وحب السلطة.

ماذا سيفعل هذا الرئيس الملتصق بهذا الكرسي المتحرك في سنوات حكمه القادمة بعد أن حصل على 81% من أصوات الناخبين كما أعلن رسميا وهل سيكون قادرا على القيام بمهامه كرئيس يمارس سلطاته وهو في هذا الوضع الصحي الذي لا يسمح له بحك رأسه إذا اضطر لذلك فكيف سيقوم إذن على شؤون دولة ورعاية شعب سيسأل عنه يوم الحساب.

أنا استغرب ألا يوجد مادة في الدستور الجزائري تشترط تمتع مرشح الرئاسة بصحة جيدة حتى يستطيع النهوض بما مطلوب منه أثناء فترة رئاسته في حال فوزه وبما أن الرئيس يمثل بلداً وشعباً فالأولى أن يبدو بشكل لائق صحيا ليكون مرآة تعكس قوة مؤسسة الحكم وقدرتها على إدارة دفة البلاد والعباد لا أن يكون ضعيفا مريضاً هزيلاً يعكس صورة مهترئة لمؤسسة الحكم التي ينتمي إليها ويقودها.

الذي يشاهد الرئيس الأمريكي اوباما على سبيل المثال صاعداً سلم الطائرة الرئاسية يقفز كالغزال من درجة إلى أخرى ممشوق القوام بصحة جيدة يعرف أن ظهوره بهذه الصورة اللائقة والمقنعة ليست محض صدفة وإنما رسالة موجهة للصديق قبل العدو على سلامة وقوة الإدارة الأمريكية. ويبدو أن الرئيس يخضع لتدريبات دورية على لغة الجسد لما لها من دلالات نفسية مهمة تصب في مصلحة الحالة السياسة الراهنة والأهداف المخطط لتحقيقها فعافية الوطن من عافية من يحكمه فإن كان الحاكم خاملاً مترهلاً مريضاً فمن الطبيعي أن يكون البلد في خطر لوجود من يحكم من وراء الستار وفق معادلة المصالح والو لاءات الخارجية وما ينتج عنها من كوارث سياسية واقتصادية واجتماعية تترك البلد في حالة من الفوضى والشرذمة الغير محمود عقباها.

رحم الله عمرو بن العاص عندما سأله خليفة رسول الله عن الإمارة فكانت إجابته :-"حلو مذاقها مر فطامها" نعم فقد رتعوا في الإمارة حتى ظنوا أنها خلقت لهم وحدهم وتأثروا بسحرها حتى غابوا عن الواقع وعاشوا في قفصها حتى أسرتهم وما عادوا يستطيعون التخلص من قيودها ولو اتسعت القبور لكراسي الحكم لأصدروا مرسوماً رئاسياً بدفنها معهم حتى لا يفقدوها.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد