يا بني إسرائيل .. اعقلوا - زين العابدين الركابي
سلوك غلاة اليهود: يضطر الناس اضطرارا إلى مناوأته وتجريمه.
إن الأردن - مثلا - بلد قد «طبع» مع إسرائيل من خلال اتفاقية وادي عربة وغيرها.
فلماذا صدقت غالبية أعضاء البرلمان الأردني على طرد سفير إسرائيل من الأردن؟
السبب المباشر هو أن الكنيست الإسرائيلي يناقش «مشروع قانون» يقضي بنقل السيادة الدينية على القدس: من الأردن إلى إسرائيل!!
وهذه خطوة قد تقتضي «إعلان حرب»؛ لما فيها من استفزاز وانتهاك للسيادة الأردنية، بيد أننا لا نرى أن الأردن سيعلن هذه الحرب وذلك لأسباب معروفة، منها:
أ- أن الاستعداد للحرب ليس من أولوياته.
ب- أن العالم العربي، وهو الظهير الطبيعي للأردن في مثل هذه الظروف والمواقف، غير مكترث بمثل هذه الأمور الآن لما يعيشه من تخبطات وطنية، وتدابر قومي، وعمى استراتيجي مطبق.
ولكن لماذا تفعل إسرائيل هذه الأفاعيل؟
1- قد يكون الدافع هو استغلال حال «الميوعة» التي يعيشها الفلسطينيون والعرب.
2- قد يكون الدافع «قطف أعظم المكاسب» وضمها إلى ملف السلام الذي يتأبطه كيري، أي ضم قانون إسرائيلي، صادر عن الكنيست، تكون فيه السيادة على القدس قد انتقلت، قانونيا، إلى إسرائيل، بعد تجريد الأردن منها.
كل ذلك - وغيره - من الجائز أن يكون هو الدافع إلى هذه الخطوة الإسرائيلية.
ولكن بتوسيع الرؤية، ومدها إلى «التاريخ» يتبين أن غلاة اليهود يقترفون من الأخطاء ما يجر عليهم ما لا يطيقون من الشر والأذى.
ولنأخذ مثلا سلوكهم نحو القدس وفيه بحسبان أن المدخل إلى هذا المقال هو قضية القدس، والمسجد الأقصى.
وهذه بعض المثلات.
كانوا - في التاريخ القديم - في بيت المقدس فاقترفوا فيه من المفاسد والجرائم ما لا يطاق تصوره، فجاءهم نبيهم «إرميا» فنهاهم عما هم فيه، وحذرهم عواقبه فعصوه وكذبوه واتهموه بالجنون، وقيدوه وسجنوه، فمكثوا غير بعيد حتى جاءهم بختنصر الفارسي فجاس خلال الديار، فحرق ودمر وسبى، وحكمهم حكم الجاهلية والوثنية والجبروت بعد أن حرق التوراة.. ثم تكررت التجربة على يد الرومان.
ونحن مقتنعون بأن «هتلر» من أكابر المجرمين الطغاة في التاريخ البشري، ومن أشدهم شبقا للحرب وتعطشا للدماء، ومن أكثرهم إسرافا في الظلم والطغيان، ولكنه علل اضطهاده لليهود بأنهم كانوا وراء هزيمة ألمانيا وإذلالها في الحرب العالمية الأولى، ووراء الأزمة الاقتصادية التي ضربت ألمانيا في أواخر عشرينات القرن العشرين.. نعم. هناك خلاف فكري وسياسي حول تعليلات هتلر هذه.. ومهما يكن من أمر فنحن لا نسوغ ما فعله هتلر باليهود، فتسويغ الجرم جريمة.. يضم إلى ذلك أن نظرتنا إلى هذه المسألة هي نظرة حق وعدل وخلق إنساني، لا نظرة عنصرية تسوغ ما ينزل بالخصم من مظالم استنادا إلى عصبية عنصرية محضة، كما يفعل - مثلا - بعض غلاة القومية العربية.
فهل يقدم غلاة اليهود اليوم على إفساد جديد في القدس يؤدي إلى حرب إقليمية، وإلى صراع عالمي له أول وليس له آخر. ولا سيما أن قضية القدس مرتبطة بعقائد أتباع الديانتين السماويتين الكبريين: الإسلام والمسيحية؟
إن هذا الاحتمال لا يسقطه من الحساب إلا غافل عن التاريخ والواقع:
1- غافل عن التاريخ الذي يقول: إن أطول وأعتى حرب نشبت في التاريخ هي الحرب أو الحروب الصليبية، كما تسمى، وإن هذه الحروب قد سممت العلاقة بين المسلمين والغرب من قبل ولا تزال تسممها حتى اليوم، في هذه الصورة أو تلك.
2- غافل عن «الصحوات الدينية العالمية» التي تشهدها الحقبة الراهنة، بمعنى أن هذه الصحوات يمكن أن تكون وقودا ضخما ومناسبا ومستمرا لأي صراع ينشب حول القدس.
لعل قادة الصهيونية يقولون إن هذا العالم لا يستحيي وليس عنده ضمير، ولا مكان فيه لدموع الغزلان، ولو أننا استخدمنا التوسل واعتمدنا على العالم، لما أقمنا دولتنا، ولما أصبحنا أقوياء.. أما أن العالم لا يستحيي، وفاقد للضمير، ولا مكان فيه للضعفاء، فهذا صحيح.
ولكن غير الصحيح أن يتحول المظلوم إلى ظالم فادح الظلم.. ثم إن قوة الإقناع في تلك الحجة تتساوى مع خطورتها، فليس هناك ما يمنع الآخرين استخدام المنطق ذاته؛ فإسرائيل لا تدير الكون من دون الله سبحانه.. ونفي هذه الصفة عنها يعني أن ذلك المنطق متاح لكل أحد.
إن نقد الذات، والاعتبار بالتاريخ، والكف عن المشي في الطرق المهلكة، هو الضمان الوحيد لحياة بني إسرائيل، وليس الضمان هو الاستعلاء، وظلم «الأغيار»، وإثارة الحروب.
والحق أن العقلاء منهم قد صدعوا بالحقيقة التي ينبغي أن يبصرها ويتمثلها قادة إسرائيل.
من هؤلاء العقلاء إسرائيل شاحاك الذي ألَّف كتابا مهما بعنوان «وطأة 3000 عام: الديانة اليهودية وتاريخ اليهود».. ومما قاله في هذا الكتاب: «في رأيي أن إسرائيل كدولة يهودية تشكل خطرا ليس على نفسها وسكانها فحسب، بل على اليهود كافة وعلى الشعوب والدول الأخرى جميعا في الشرق الأوسط وما وراءه.. لا يمكننا أن نفهم حتى ولا مفهوم إسرائيل كدولة يهودية من دون بحث المواقف اليهودية السائدة تجاه غير اليهود. والتصور الخاطئ الشائع بأن إسرائيل ديمقراطية حقيقية حتى من دون أن نراعي حكمها في المناطق المحتلة هو تصور ناشئ عن رفض مواجهة المغزى في مصطلح (الدولة اليهودية) بالنسبة إلى غير اليهود.. ولا يتمتع مواطنو إسرائيل من غير اليهود بحق المساواة أمام القانون.. إن الخطر الرئيس الذي تشكله إسرائيل كدولة يهودية على شعبها واليهود الآخرين وجيرانها هو سعيها بالدافع الآيديولوجي إلى التوسع الإقليمي وسلسلة الحروب المحتومة، الناتجة عن هذا الهدف، فكلما أصبحت إسرائيل أكثر يهودية، أصبحت سياستها تسترشد بالاعتبارات الآيديولوجية».
وبإدارة سياق الموضوع إلى زاوية أخرى نقول: إن القدس قضية «فوق وطنية وفوق إقليمية»، أي أنها قضية «عالمية»، إسلامية ومسيحية.
ولسنا ندري ما الذي سيفعله مسيحيو العالم؟ ولكنا بالنسبة للمسلمين نسأل:
أين العالم الإسلامي؟
أين منظمة التعاون الإسلامي؟
أين جامعة الدول العربية؟
أين علماء الإسلام ودعاته؟
هل يسكتون حتى تزداد إسرائيل فجورا في القدس، وحتى ينشب الصراع الدامي حوله فتكون فتنة عالمية لا قبل لهم بردها ولا احتوائها، ولا إطفاء نيرانها؟
هالاند يمدد عقده مع ستي ويعلّق على أزمة النادي
المنتخب النسوي لكرة القدم يبدأ تدريباته في طشقند
إنجاز أردني جديد في بطولة الووشو بالصين
95 إشاعة انتشرت بالأردن في تموز .. وهذه مصادرها
7 شهداء بسبب الجوع في غزة خلال 24 ساعة
قيمة صادرات غرفة صناعة إربد في تموز
مهم من وزير التربية بشأن التعليم المهني
إجراءات قانونية مستمرة بحق جهات مرتبطة بجماعة الإخوان المحظورة
المستشفى الميداني الأردني جنوب غزة 7 يوزع مساعدات غذائية لأهالي القطاع
الأردن ينفذ 5 إنزالات جديدة على غزة بمشاركة عدة دول
العثور على جثة عم أنغام متحللة داخل شقته
وزارة المياه تنقذ بركة العرائس من الجفاف الكامل
مهم للأردنيين المتقاعدين مبكراً والراغبين بالعودة الى العمل
إنهاء خدمات 39 موظفاً للتقاعد المبكر .. أسماء
مئات المدعوين للامتحان التنافسي .. أسماء
حدائق الحسين تمنع الأراجيل وتبدأ تفتيش المركبات
كم بلغ سعر كيلو الدجاج في الأردن .. تفاصيل
السفارة الأردنية تحذر الأردنيين المقيمين في ولايات أميركية
التربية تحدد موعد إعلان نتائج التوجيهي 2025
البلقاء التطبيقية تخرج طلبة كلية إربد .. صور
نظام جديد يضبط تطبيقات النقل الذكية في الأردن قريبًا .. تفاصيل
التربية تعلن أسماء 348 مرشحًا لقروض إسكان المعلمين
مهم بشأن تصنيف طلبة التوجيهي لغايات التقديم للجامعات الرسمية
الأردن يدرس تزويد سوريا بأسطوانات الغاز المنزلي عبر النعيمة