الفولترين .. قاتل الشباب في مستشفى اليرموك !

mainThumb

20-06-2012 02:20 PM

 إربد – السوسنه – تحقيق : مصطفى طوالبه  - التسعة ملايين دينار التي تم إنفاقها لبناء مستشفى اليرموك في لواء بني كنانه – شمال الأردن -  لا تعادل عند أبو رامي  ( ولا عند غيره من أبناء لواء بني كنانه )  شيئاً مقابل فقده لابنه عبد السلام  إبراهيم  محمد مقدادي وهو في ريعان شبابه وعلى عتبة الزواج .

 
" السوسنة " اتصلت بأبي رامي الذي تحدث عن قصة الوفاة بحرقة الأب الذي فقد ابنه قائلاً " أن إبني عبدالسلام لم يكن يشكو من أي مرض وفجأة عندما عاد الى البيت من وظيفته شعر بالتعب وارتفاع درجة الحرارة فأخذناه الى طوارئ مستشفى اليرموك فأرادو إعطائه إبرة " فولترين " ولكنه رفض وعاد الى البيت ثم اشتدت حالته سوءاً فنقلناه مرة أخرى في نفس اليوم الى طوارئ مستشفى اليرموك فحقنوه بإبرة " فولترين " وطلبوا منه الراحة في البيت بعدها ساءت حالته بشكل شديد فنقلناه الى مستشفى إيدون العسكري لتوافيه المنية هناك 25/3/2011  عن عمر 22 عاماً    "
 
وأضاف أبو رامي " بعد التشريح قالو له بأن ابنك توفي بسبب إلتهاب حاد في الرئتين " مشيراً أنه لم يقتنع بهذا الكلام إطلاقاً وأنه يحتسب ابنه عند الله تعالى .
 
أما الشاب إبراهيم عودات ( 16 ) عاماً الذي لم يكن يشكو من شيء روى عمه قصته لـ " السوسنة " وقال  : " في منتصف الليل من عام 2011 شعر إبراهيم بالتعب الشديد فنقلناه إلى طوارئ مستشفى اليرموك فحقنوه بإبرة  " الفولترين " ولكنه توفي على الفور  " بعدها يقول  : " بأن الأطباء قالوا له بأن إبراهيم كان يعاني من تضخم في القلب وطلبوا منه أن يشرحوه لكنه رفض ذلك واحتسبه عند الله  تعالى " .
 
أما أبو فادي ملكاوي الذي فقد ابنه محمد ( 18 ) عاماً فقد شرح لـ " السوسنة " كيف أنه فقد ابنه العزيز  " فقد شعر محمد بألم في رجله فتم نقله إلى طوارئ مستشفى اليرموك ليحقنوه على الفور بإبرة فولترين " .
 
يضيف أبو فادي " بأن طبيب الطوارئ لم يكن جاداً مع الحالة وتعامل معها وكأن محمد كان  كما قال الطبيب له " يتدلع "  أو " يتخوث " لا اكثر " . 
 
وبعد ذلك توفي محمد ليخبروه عندها أن  سبب وفاة ابنه هو إلتهاب بكتيري بالدماغ " مع انه غير مقتنع بهذا الكلام إطلاقاً  " .
 
الطفل رعد طلال مشاعره ( 10  سنوات )  يسكن في منطقة سمر  والذي أصيب بكسر في رجله  في 2008  قال والده لـ " السوسنة "   " انه راجع مستشفى اليرموك وقام  الطبيب بتجبير  الكسر ولكن كانت طريقة التجبير خاطئة ومع الوقت حدث عند رعد خلل في فقرة النمو الموجودة في "العقب"، مما ادى الى توقف الرجل المصابة عن النمو " وأضاف والده بأنه راجع بولده مستشفى الاميرة  بسمة في مدينة اربد ليتم عمل عدة عمليات لابنه وتركيب صفائح لتعود قدمه  الى طبيعتها بشكل تدريجي.
 
العديد من القصص المماثلة التي استطاعت " السوسنة " الوصول لها ولكن خوف ذوو المتوفين ما منعهم من رواية قصصهم لـ" السوسنة " .
 
ولم يقتصر الأمر على الوفاة فقط فهناك العديد من الشكاوي التي قدمت من المواطنين بإهمال مستشفى اليرموك للعديد من الحالات والوقوع في أخطاء كثيرة .
 
الشاب ليث عبيدات قال لـ " السوسنة "    " أنه راجع طوارئ مستشفى اليرموك بعد ارتفاع درجة حرارته فحقنوه بإبرة " الفولترين "  وعند مغادرته المستشفى سقط غائباً عن الوعي ليصاب بكسور في فكه السفلي ليتكبد عناء عدة عمليات في الفك لجبر الكسور " .
 
وبما أن الملاحظ أن القاسم المشترك بين جميع حالات الوفاة التي رويت والتي لم تروى وكذلك حالات الاصابه  هو الحقن بإبرة الفولترين فقد زارت  " السوسنة " الدكتور الصيدلاني صبحي العيد مستشار الغذاء الصحي والنباتات الشافية لسؤاله عن الاسباب والخفايا ، مؤكدا أن الفولترين قد يسبب الوفاة في حالتين  الاولى :  إذا كان المريض يعاني من تضيق في القصبات الهوائية  خصوصاً عند من لديهم حساسية وأمراض الرئة عندها لا يجب إعطاء المريض " الفولترين "  وكذلك مرضى الهيموفيليا  ( عدم تجلط الدم ) .
 
الثانية  : أن تركيبة " الفولترين " ( الديكلوفيات ) قد تسبب حساسية للبعض الأمر الذي قد يؤدي إلى الموت  إذا ما اعطيت لمن يعانون من حساسية لها .
 
وأشار الدكتور العيد بأنه يجب على الطبيب قبل إعطاء مريضه إبرة " الفولترين " أن يتأكد من أنه لا يعاني من حساسية من " الفولترين " وذلك بالفحص المعروف كما في حالة البنسلين ومشتقاته وهذا واجب على الطبيب لا يجوز الاستهتار به أو تجاهله .
 
ولفت الدكتور العيد بأنه يجب على الطبيب أيضاً أن يتأكد من مستوى ضغط المريض وتقويم المشكله المرضية قبل إعطائه أي علاج.
 
 " السوسنة " التي مكثت عدة أيام تزور طوارئ وأقسام مستشفى اليرموك التقت بعدة أطباء حيث أكدوا لـ " السوسنة " ان الأمر ليس مشكلة خطأ كادر طبي وإنما هو مشكله في النظام الطبي المتبع في وزارة الصحة والخطوات العلاجية التي تبدأ بدخول المريض الى الطوارئ وكيفية التعامل معه .
 
وأشار بعض الأطباء لـ " السوسنة " بأنه يجب أن لا يخرج المريض الذي يقدم الى الطوارئ إلا بعد أن يعرف مشكلته الصحية بدقة  كما هو معمول في الدول الغربية أما المتبع في مستشفياتنا هو أن يتبع الممرض والطبيب في الطوارئ ورقة ( ملف الطوارئ ) المروّسة باسم وزارة الصحة وتعبئتها لا اكثر.
 
وأضاف الأطباء  في مستشفى اليرموك بأن هناك نقص في عدد أطباء الطوارئ وأن طبيب واحد لا يكفي خاصة في الفترة المسائية  ذات الإقبال الشديد ويجب أن يكون هناك عدة أطباء في الطوارئ لمتابعة الحالات وحتى لا يتولد ضغط على الطبيب المتواجد .
 
كما وقد شدد الكثير من المواطنين الذين التقت بهم " السوسنة " داخل المستشفى بأنه يجب على وزارة الصحة النهوض بمستشفياتها دون استثناء لأن المواطن لا يستطيع  دفع تكلفة العلاج في المستشفيات الخاصة، مشيرين بأنه لماذا لا تكون مستشفيات وزارة الصحة كالمستشفيات الخاصة ذات السمعة الجيدة ؟!!! وهذا ليس قليلاً على المواطن الأردني .
 
وقال نائب مدير المستشفى الدكتور حمزه ملكاوي لـ " السوسنة " بأنه غير مصرح بإعطاءنا أي تصريح لأن وزارة الصحة قد نبهت على ذلك .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد